صفحة جزء
قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم قالوا طائركم معكم أإن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون

قوله عز وجل: قالوا إنا تطيرنا بكم فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: تشاءمنا بكم ، وعساهم قالوا ذلك لسوء أصابهم ، قاله يحيى بن سلام . قيل: إنه حبس المطر عن أنطاكية في أيامهم.

[ ص: 12 ] الثاني: معناه: إن أصابنا شر فإنما هو من أجلكم ، قاله قتادة : تحذيرا من الرجوع عن دينهم.

الثالث: استوحشنا منكم فيما دعوتمونا إليه من دينكم.

لئن لم تنتهوا لنرجمنكم فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: لنرجمنكم بالحجارة ، قاله قتادة .

الثاني: لنقتلنكم ، قاله السدي .

الثالث: لنشتمنكم ونؤذيكم ، قاله النقاش .

وليمسنكم منا عذاب أليم فيه وجهان:

أحدهما: أنه القتل.

الثاني: التعذيب المؤلم قبل القتل.

قوله عز وجل: قالوا طائركم معكم أإن ذكرتم فيه أربعة أوجه:

أحدها: أن أعمالكم معكم أئن ذكرناكم بالله تطيرتم بنا ، قاله قتادة .

الثاني: أن الشؤم معكم إن أقمتم على الكفر إذا ذكرتم ، قاله ابن عيسى .

الثالث: معناه أن كل من ذكركم بالله تطيرتم به ، حكاه بعض المتأخرين.

الرابع: أن عملكم ورزقكم معكم ، حكاه ابن حسام المالكي .

بل أنتم قوم مسرفون فيه وجهان:

أحدهما: في تطيركم ، قاله قتادة .

الثاني: مسرفون في كفركم ، قاله يحيى بن سلام . وقال ابن بحر : السرف هاهنا الفساد ومعناه بل أنتم قوم مفسدون ، ومنه قول الشاعر:


إن امرأ سرف الفؤاد يرى عسلا بماء غمامة شتمي

وقيل: إن شمعون من بينهم أحيا بنت ملك أنطاكية من قبرها ، فلم يؤمن أحد منهم غير حبيب النجار فإنه ترك تجارته حين سمع بهم وجاءهم مسرعا فآمن ، وقتلوا جميعا وحبيب معهم ، وألقوا في بئر. قال مقاتل: هم أصحاب الرس: ولما عرج بروح حبيب إلى الجنة تمنى فقال: يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين [ ص: 13 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية