ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون ونجيناه وأهله من الكرب العظيم وجعلنا ذريته هم الباقين وتركنا عليه في الآخرين سلام على نوح في العالمين إنا كذلك نجزي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين ثم أغرقنا الآخرين [ ص: 53 ] قوله عز وجل:
ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون أي دعانا ، ودعاؤه كان على قومه عند إياسه من إيمانهم ، وإنما دعا عليهم بالهلاك بعد طول الاستدعاء لأمرين:
أحدهما: ليطهر الله الأرض من العصاة.
الثاني: ليكونوا عبرة يتعظ بها من بعدهم من الأمم.
وقوله:
فلنعم المجيبون يحتمل وجهين: أحدهما: فلنعم المجيبون
لنوح في دعائه.
الثاني: فلنعم المجيبون لمن دعا لأن التمدح بعموم الإجابة أبلغ.
ونجيناه وأهله قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : كانوا ثمانية:
نوح وثلاثة بنين ونساؤهم ، أربعة [أي] رجال وأربعة نسوة.
من الكرب العظيم فيه وجهان:
أحدهما: من غرق الطوفان ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
الثاني: من الأذى الذي كان ينزل به من قومه ، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=14387ابن عيسى .
وجعلنا ذريته هم الباقين قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : والناس كلهم بعد
نوح من ذريته وكان بنوه ثلاثة:
سام وحام ويافث ،
فالعرب والعجم أولاد
سام ،
والروم والترك
والصقالبة أولاد
يافث والسودان من أولاد
حام ، قال الشاعر:
عجوز من بني حام بن نوح كأن جبينها حجر المقام
قوله عز وجل:
وتركنا عليه في الآخرين فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: معناه أبقى الله الثناء الحسن في الآخرين ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
الثاني: لسان صدق للأنبياء كلهم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
الثالث: هو قوله
سلام على نوح في العالمين ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء.