ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة [ ص: 143 ] برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب وكذلك حقت كلمت ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار
قوله عز وجل:
ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فيه وجهان:
أحدهما: ما يماري فيها ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
الثاني: ما يجحد بها ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17317يحيى بن سلام .
وفي الفرق بين المجادلة والمناظرة وجهان:
أحدهما: أن المجادلة لا تكون إلا بين مبطلين أو مبطل ومحق ، والمناظرة بين محقين.
الثاني: أن المجادلة فتل الشخص عن مذهبه محقا أو مبطلا ، والمناظرة التوصل إلى الحق في أي من الجهتين كان.
وقيل إنه أراد بذلك
الحارث بن قيس السهمي وكان أحد المستهزئين.
فلا يغررك تقلبهم في البلاد قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : إقبالهم وإدبارهم وتقلبهم في أسفارهم ، وفيه وجهان:
أحدهما: لا يغررك تقلبهم في الدنيا بغير عذاب ، قاله
يحيى .
الثاني: لا يغررك تقلبهم في السعة والنعمة قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل وقيل إن المسلمين قالوا نحن في جهد والكفار في السعة ، فنزل
فلا يغررك تقلبهم في البلاد حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=15426النقاش وفيه حذف تقديره: فلا يغررك تقلبهم في البلاد سالمين فسيؤخذون.
قوله عز وجل:
وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه فيه وجهان:
أحدهما: ليحبسوه ويعذبوه، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة.
الثاني: ليقتلوه، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي .
والعرب تقول: الأسير الأخيذ لأنه مأسور للقتل ، وأنشد
قطرب قول الشاعر:
فإما تأخذوني تقتلوني ومن يأخذ فليس إلى خلود
[ ص: 144 ] وفي وقت أخذهم لرسولهم قولان:
أحدهما: عند دعائه لهم.
الثاني: عند نزول العذاب بهم.
وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق قال
nindex.php?page=showalam&ids=17317يحيى بن سلام : جادلوا الأنبياء بالشرك ليبطلوا به الإيمان.
فأخذتهم قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : فعذبتهم.
فكيف كان عقاب في هذا السؤال وجهان:
أحدهما: أنه سؤال عن صدق العقاب ، قال
مقاتل وجدوه حقا.
الثاني: عن صفته ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : شديد والله.
قوله عز وجل:
وكذلك حقت كلمت ربك على الذين كفروا أي كما حقت على أولئك حقت على هؤلاء. وفي تأويلها وجهان:
أحدهما: وكذلك وجب عذاب ربك.
الثاني: وكذلك صدق وعد ربك.
أنهم أصحاب النار جعلهم أصحابها لأنهم يلزمونها وتلزمهم.