ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم
قوله عز وجل:
ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله الآية. فيه قولان:
أحدهما: أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي .
الثاني: أنهم المؤمنون دعوا إلى الله ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16834قيس بن أبي حازم nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد .
وعمل صالحا فيه قولان:
أحدهما: أنه أداء الفرائض، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي .
الثاني: أنهم المصلون ركعتين بين الأذان والإقامة، قالته
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها. وروى
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت: كان
nindex.php?page=showalam&ids=115بلال إذا قام يؤذن قالت اليهود قام غراب - لا قام - فنادى بالصلاة، وإذا ركعوا في الصلاة قالوا قد جثوا - لا جثوا - فنزلت هذه الآية في
nindex.php?page=showalam&ids=115بلال والمصلين.
قوله عز وجل:
ولا تستوي الحسنة ولا السيئة فيه ستة تأويلات:
[ ص: 182 ] أحدها: أن الحسنة المداراة ، والسيئة الغلظة ، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=14387ابن عيسى .
الثاني: الحسنة الصبر والسيئة النفور.
الثالث: الحسنة الإيمان ، والسيئة الشرك ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
الرابع: الحسنة العفو والسيئة الانتصار ، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=16531ابن عمير.
الخامس: الحسنة الحلم والسيئة الفحش ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك .
السادس: الحسنة حب آل رسول الله صلى الله عليه وسلم والسيئة بغضهم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=8علي كرم الله وجهه.
ادفع بالتي هي أحسن فيه وجهان:
أحدهما: ادفع بحلمك جهل من يجهل ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
الثاني: ادفع بالسلامة إساءة المسيء ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء.
ويحتمل ثالثا: ادفع بالتغافل إساءة المذنب ، والذنب من الأدنى ، والإساءة من الأعلى.
فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة : الولي الصديق ، والحميم القريب. وقيل هذه الآية نزلت في
أبي جهل بن هشام كان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمره بالصبر عليه والصفح عنه.
قوله عز وجل:
وما يلقاها إلا الذين صبروا فيه وجهان:
أحدهما: ما يلقى دفع السيئة بالحسنة إلا الذين صبروا على الحلم.
الثاني: ما يلقى الجنة إلا الذين صبروا على الطاعة.
وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: ذو جد عظيم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
الثاني: ذو نصيب [وافر] من الخير ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
الثالث: أن الحظ العظيم الجنة. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : والله ما عظم حظ قط دون الجنة.
[ ص: 183 ] ويحتمل رابعا: أنه ذو الخلق الحسن.
قوله عز وجل:
وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فيه خمسة تأويلات:
أحدها: أنه النزغ الغضب ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد.
الثاني: أنه الوسوسة وحديث النفس ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
الثالث: أنه النجس ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14387ابن عيسى .
الرابع: أنه الفتنة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13203ابن زياد.
الخامس: أنه الهمزات ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
فاستعذ بالله أي اعتصم بالله.
إنه هو السميع لاستعاذتك
العليم بأذيتك.