فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون [ ص: 206 ] قوله عز وجل:
والذين استجابوا لربهم قال
nindex.php?page=showalam&ids=16327عبد الرحمن بن زيد : هم
الأنصار بالمدينة استجابوا إلى الإيمان بالرسول حين أنفذ إليهم قبل الهجرة اثني عشر نقيبا منهم.
وأقاموا الصلاة فيها وجهان:
أحدهما: أنه المحافظة على مواقيتها، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
الثاني: إتمامها بشروطها، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير .
وأمرهم شورى بينهم فيه أربع أوجه:
أحدها: أنهم كانوا قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إليهم إذا أرادوا أمرا تشاوروا فيه ثم عملوا عليه فمدحهم الله تعالى به، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15426النقاش .
الثاني: يعني أنهم لانقيادهم إلى الرأي في أمورهم متفقون لا يختلفون فمدحوا على اتفاق كلمتهم. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمورهم.
الثالث: هو تشاورهم حين سمعوا بظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم وورود النقباء إليهم حتى اجتمع رأيهم في دار
nindex.php?page=showalam&ids=50أبي أيوب على الإيمان به والنصرة له ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك .
الرابع: أنهم يتشاورون فيما يعرض لهم فلا يستأثر بعضهم بخير دون بعض.
ومما رزقناهم ينفقون فيه وجهان:
أحدهما: يريد به أداء الزكاة من أموالهم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
الثاني: إنفاق الحلال من أكسابهم ، وهو محتمل.
قوله عز وجل:
والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أصابهم يعني المشركين على دينهم انتصروا بالسيف منهم. قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج .
الثاني: أصابهم يعني باغ عليهم كره لهم أن يستذلوا ، فإذا قدروا عفوا ، قاله
إبراهيم.
الثالث: إذا أصابهم البغي تناصروا عليه حتى يزايلوه عنهم ويدفعوه عنهم ، قاله
ابن بحر .