ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم [ ص: 217 ] تهتدون والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون
قوله عز وجل:
الذي جعل لكم الأرض مهدا أي فراشا.
وجعل لكم فيها سبلا أي طرقا.
ويحتمل ثانيا: أي معايش.
لعلكم تهتدون فيه وجهان:
أحدهما: تهتدون في أسفاركم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14387ابن عيسى .
الثاني: تعرفون نعمة الله عليكم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير .
ويحتمل ثالثا: تهتدون إلى معايشكم.
قوله عز وجل:
والذي خلق الأزواج كلها فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: الأصناف كلها ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير .
الثاني: أزواج الحيوان من ذكر وأنثى ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14387ابن عيسى .
الثالث: أن الأزواج الشتاء والصيف ، والليل والنهار ، والسموات والأرض ، والشمس والقمر ، والجنة والنار ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن .
ويحتمل رابعا: أن الأزواج ما يتقلب فيه الناس من خير وشر ، وإيمان وكفر ، وغنى وفقر ، وصحة وسقم.
وجعل لكم من الفلك يعني السفن.
والأنعام ما تركبون في الأنعام هنا قولان:
أحدهما: الإبل والبقر ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير .
الثاني: الإبل وحدها: قاله
nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ. فذكرهم نعمه عليهم في تسييرهم في البر والبحر.
[ ص: 218 ] ثم قال
لتستووا على ظهوره وأضاف الظهور إلى واحد لأن المراد به الجنس فصار الواحد في معنى الجمع.
ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه أي ركبتم.
وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا أي ذلل لنا هذا المركب.
وما كنا له مقرنين فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: ضابطين ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13674الأخفش.
الثاني: مماثلين في الأيد والقوة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة من قولهم هو قرن فلان إذا كان مثله في القوة.
الثالث: مطيقين ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=15097والكلبي ، وأنشد
قطرب لعمرو بن معدي كرب. لقد علم القبائل ما عقيل لنا في النائبات بمقرنينا
وفي أصله قولان:
أحدهما: أن أصله مأخوذ من الإقران ، يقال أقرن فلان إذا أطاق.
الثاني: أن أصله مأخوذ من المقارنة وهو أن يقرن بعضها ببعض في السير. وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=16049سليمان بن يسار أن قوما كانوا في سفر ، فكانوا إذا ركبوا قالوا:
سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وكان فيهم رجل على ناقة له رازم وهي لا تتحرك هزالا فقال أما أنا فإني لهذه مقرن ، قال فقصمت به فدقت عنقه.