يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير قوله عز وجل:
يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى قصد بهذه الآية النهي عن
التفاخر بالأنساب ، وبين التساوي فيها بأن خلقهم من ذكر وأنثى يعني
آدم وحواء. ثم قال:
وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا فبين أن الشعوب والقبائل للتعارف لا للافتخار، وفيها ثلاثة أوجه:
[ ص: 336 ] أحدها: أن الشعوب النسب الأبعد والقبائل النسب الأقرب ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة . وقال الشاعر
قبائل من شعوب ليس فيهم كريم قد يعد ولا نجيب
وسموا شعوبا لأن القبائل تشعبت منها.
الثاني: أن الشعوب عرب
اليمن من
قحطان، والقبيلة
ربيعة ومضر وسائر
عدنان.
الثالث: أن الشعوب بطون العجم ، والقبائل بطون
العرب.
ويحتمل رابعا: أن الشعوب هم المضافون إلى النواحي والشعاب ، والقبائل هم المشتركون في الأنساب ، قال الشاعر
وتفرقوا شعبا فكل جزيرة فيها أمير المؤمنين ومنبر
والشعوب جمع شعب بفتح الشين ، والشعب بكسر الشين هو الطريق وجمعه شعاب ، فكان اختلاف الجمعين مع اتفاق اللفظين تنبيها على اختلاف المعنيين.
إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن أفضلكم ، والكرم بالعمل والتقوى لا بالنسب.