واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار [ ص: 358 ] فذكر بالقرآن من يخاف وعيد
قوله عز وجل:
واستمع يوم يناد المناد هذه الصيحة التي ينادي بها المنادي من مكان قريب هي النفخة الثانية التي للبعث إلى أرض المحشر.
ويحتمل وجها آخر ، أنه نداؤه في المحشر للعرض والحساب.
وفي قوله
من مكان قريب وجهان:
أحدهما: أنه يسمعها كل قريب وبعيد ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج .
الثاني: أن الصيحة من مكان قريب. قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : كنا نحدث أنه ينادي من
بيت المقدس من الصخرة وهي أوسط الأرض: يا أيتها العظام البالية ، قومي لفصل القضاء وما أعد من الجزاء. وحدثنا أن
كعبا قال: هي أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلا.
قوله عز وجل:
يوم يسمعون الصيحة بالحق فيه وجهان:
أحدهما: يعني بقول الحق.
الثاني: بالبعث الذي هو حق.
ذلك يوم الخروج فيه وجهان:
أحدهما: الخروج من القبور.
الثاني: أن الخروج من أسماء القيامة. قال
nindex.php?page=showalam&ids=15876العجاج وليس يوم سمي الخروجا أعظم يوم رجه رجوجا
قوله عز وجل:
نحن أعلم بما يقولون يحتمل وجهين:
أحدهما: نحن أعلم بما يجيبونك من تصديق أو تكذيب.
الثاني: بما يسرونه من إيمان أو نفاق.
وما أنت عليهم بجبار فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: يعني برب، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك ، لأن الجبار هو الله تعالى سلطانه.
[ ص: 359 ] الثاني: متجبر عليهم متسلط، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد . ولذلك قيل لكل متسلط جبار. قال الشاعر
وكنا إذا الجبار صعر خده أقمنا له من صعره فتقوما
وهو من صفات المخلوقين ذم.
الثالث: أنك لا تجبرهم على الإسلام من قولهم قد جبرته على الأمر إذا قهرته على أمر ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي .
فذكر بالقرآن من يخاف وعيد الوعيد العذاب ، والوعد الثواب. قال الشاعر
وإني وإن أوعدته أو وعدته لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : اللهم اجعلنا ممن يخاف وعيدك ويرجو موعدك. وروي أنه قيل:
يا رسول الله لو خوفتنا فنزلت فذكر بالقرآن من يخاف وعيد