[ ص: 376 ] سورة الطور
بسم الله الرحمن الرحيم
والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور والسقف المرفوع والبحر المسجور إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا فويل يومئذ للمكذبين الذين هم في خوض يلعبون يوم يدعون إلى نار جهنم دعا هذه النار التي كنتم بها تكذبون أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون
قوله تعالى
والطور فيه وجهان:
أحدهما: أنه اسم للجبل بالسريانية ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد . قال
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل: يسمى هذا الطور زبير.
الثاني: أن الطور ما أنبت ، وما لا ينبت فليس بطور ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وقال الشاعر
لو مر بالطور بعض ناعقة ما أنبت الطور فوقه ورقة
[ ص: 377 ] ثم في هذا
الطور الذي أقسم الله به ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه
طور سيناء ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
الثاني: أنه الطور الذي كلم الله عليه
موسى ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة.
الثالث: أنه جبل مبهم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي . وأقسم الله به تذكيرا بما فيه من الدلائل. وقال بعض المتعمقة: إن الطور ما يطوى على قلوب الخائفين.
وكتاب مسطور أي مكتوب ، وفيه أربعة أقاويل:
أحدها: أنه الكتاب الذي كتب الله لملائكته في السماء يقرؤون فيه ما كان وما يكون.
الثاني: أنه القرآن مكتوب عند الله في اللوح المحفوظ.
الثالث: هي صحائف الأعمال فمن آخذ كتابه بيمينه ، ومن آخذ كتابه بشماله ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء.
الرابع: التوراة قاله
ابن بحر .
في رق منشور فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: الصحيفة المبسوطة وهي التي تخرج للناس أعمالهم ، وكل صحيفة فهي رق لرقة حواشيها ، قال
المتلمس فكأنما هي من تقادم عهدها رق أتيح كتابها مسطور
الثاني: هو ورق مكتوب ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة .
الثالث: هو ما بين المشرق والمغرب ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
[ ص: 378 ] والبيت المعمور فيه أربعة أوجه:
أحدها: ما روى
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك عن
مالك بن صعصعة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أتي بي إلى السماء فرفع لنا البيت المعمور ، فإذا هو حيال الكعبة ، لو خر خر عليها ، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ، إذا خرجوا منه لم يعودوا إليه قاله
nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس .
الثاني: ما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : أن البيت المعمور ، هو بيت فوق ست سموات ، ودون السابعة ، يدعى الضراح ، يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك من قبيلة إبليس لا يرجعون إليه أبدا ، وهو بحذاء
البيت العتيق.
الثالث: ما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس ، أن البيت المعمور كان في الأرض في موضع الكعبة في زمان
آدم ، حتى إذا كان زمان
نوح أمرهم أن يحجوا ، فأبوا عليه وعصوه ، فلما طغى الماء رفع فجعل بحذائه في السماء الدنيا ، فيعمره ، فبوأ الله
لإبراهيم الكعبة البيت الحرام حيث كان ، قال الله تعالى
وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت الآية.
الرابع: ما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن أن البيت المعمور هو
البيت الحرام.
وفي
المعمور وجهان:
أحدهما: أنه معمور بالقصد إليه.
الثاني: بالمقام عليه ، قال الشاعر
عمر البيت عامر إذ أتته جآذر
من ظباء روائح وظباء تباكر
وتأول سهل أنه القلب ، عمارته إخلاصه ، وهو بعيد.
والسقف المرفوع فيه وجهان:
أحدهما: أنه السماء ، قاله علي.
الثاني: أنه العرش، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14355الربيع. والبحر المسجور فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه جهنم ، رواه
صفوان بن يعلى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الثاني: هو بحر تحت العرش، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12045أبو صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه.
الثالث: هو بحر الأرض، وهو الظاهر.
[ ص: 379 ] وفي قوله
المسجور سبعة تأويلات:
أحدها: المحبوس، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي .
الثاني: أنه المرسل، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير .
الثالث: الموقد نارا، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
الرابع: أنه الممتلئ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
الخامس: أنه المختلط، قاله
ابن بحر .
السادس: أنه الذي قد ذهب ماؤه ويبس، رواه
ابن أبي وحشية عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير.
السابع: هو الذي لا يشرب من مائه ولا يسقى به زرع، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14808العلاء بن زيد. هذا آخر القسم، وجوابه:
إن عذاب ربك لواقع روى
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي :
nindex.php?page=hadith&LINKID=104979أن nindex.php?page=showalam&ids=67جبير بن مطعم قدم المدينة ليفدي حريفا له يقال له مالك أسر يوم بدر، فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة [المغرب] يقرأ والطور فجلس مستمعا، حتى بلغ قوله تعالى إن عذاب ربك لواقع فأسلم nindex.php?page=showalam&ids=15622جبير خوفا من العذاب، وجعل يقول: ما كنت أظن أن أقوم من مقامي، حتى يقع بي العذاب. يوم تمور السماء مورا فيه سبعة تأويلات
أحدها: معناه تدور دورا ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، قال
طرفة بن العبد صهابية العثنون موجدة القرا بعيدة وخد الرجل موارة اليد.
الثاني: تموج موجا ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك .
الثالث: تشقق السماء ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس لقوله تعالى فإذا بست الجبال بسا الآية.
الرابع: تجري السماء جريا ، ومنه قول
جرير وما زالت القتلى تمور دماؤها بدجلة حتى ماء دجلة أشكل
الخامس: تتكفأ بأهلها ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة وأنشد بيت
الأعشى: [ ص: 380 ] كأن مشيتها من بيت جارتها مور السحابة لا ريث ولا عجل
السادس: تنقلب انقلابا.
السابع: أن السماء هاهنا الفلك ، وموره اضطراب نظمه واختلاف سيره ، قاله
ابن بحر .
يوم يدعون إلى نار جهنم دعا فيه تأويلان:
أحدهما: يدفعون دفعا عنيفا ومنه قول الراجز
يدعه بصفحتي حيزومه دع الوصي جانبي يتيمه
قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد.
الثاني: يزعجون إزعاجا ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
ويحتمل ثالثا: أن يدعهم زبانيتها بالدعاء عليهم.