متكئين على فرش بطائنها من إستبرق وجنى الجنتين دان فبأي آلاء ربكما تكذبان فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان فبأي [ ص: 439 ] آلاء ربكما تكذبان كأنهن الياقوت والمرجان فبأي آلاء ربكما تكذبان هل جزاء الإحسان إلا الإحسان فبأي آلاء ربكما تكذبان متكئين على فرش بطائنها من إستبرق فيه وجهان:
أحدهما: أن بطائنها يريد به ظواهرها، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
والعرب تجعل البطن ظهرا فيقولون هذا بطن السماء وظهر السماء.
الثاني: أنه أراد البطانة دون الظهارة، لأن البطانة إذا كانت من إستبرق وهي أدون من الظاهرة دل على أن الظهارة فوق الإستبرق، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي . وسئل عباس فما الظواهر؟ قال: إنما وصف لكم بطائنها لتهتدي إليه قلوبكم فأما الظواهر فلا يعلمها إلا الله.
وجنى الجنتين دان فأما الجنا فهو الثمر ، ومنه قول الشاعر
هذا جناي وخياره فيه إذ كل جان يده إلى فيه
وفي قوله
دان وجهان:
أحدهما: داني لا يبعد على قائم ولا على قاعد، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
الثاني: أنه لا يرد أيديهم عنها بعد ولا شوك، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
فيهن قاصرات الطرف قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : قصر طرفهن على أزواجهن ، لا يسددن النظر إلى غيرهم ، ولا يبغين بهم بدلا.
لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: لم يمسسهن ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو: الطمث المس ، وذلك في كل شيء يمس.
الثاني: لم يذللهن إنس قبلهم ولا جان، والطمث: التذليل، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد.
الثالث: لم يدمهن يعني إنس ولا جان، وذلك قيل للحيض طمث، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق: [ ص: 440 ] دفعن إلي لم يطمثن قبلي وهن أصح من بيض النعام
وفي الآية دليل على أن
الجن تغشى كالإنس. هل جزاء الإحسان إلا الإحسان فيه أربعة أوجه:
أحدها: هل جزاء الطاعة إلا الثواب.
الثاني: هل جزاء الإحسان في الدنيا إلا الإحسان في الآخرة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد.
الثالث: هل جزاء من شهد أن لا إله إلا الله إلا الجنة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
الرابع: هل جزاء التوبة إلا المغفرة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16937جعفر بن محمد الصادق.
ويحتمل خامسا: هل جزاء إحسان الله عليكم إلا طاعتكم له.