ومن دونهما جنتان فبأي آلاء ربكما تكذبان مدهامتان فبأي آلاء ربكما تكذبان فيهما عينان نضاختان فبأي آلاء ربكما تكذبان فيهما فاكهة ونخل ورمان فبأي آلاء ربكما تكذبان فيهن خيرات حسان فبأي آلاء ربكما تكذبان حور مقصورات في الخيام فبأي آلاء ربكما تكذبان لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان فبأي آلاء ربكما تكذبان متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان فبأي آلاء ربكما تكذبان تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام ومن دونهما جنتان فيه وجهان:
أحدهما: أي أقرب منهما جنتان.
الثاني: أي دون صفتهما جنتان. وفيها ثلاثة أقاويل:
أحدها: أن الجنات الأربع لمن خاف مقام ربه ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : فيكون في الأوليين النخل والشجر ، وفي الأخريين الزرع والنبات وما انبسط.
[ ص: 441 ] الثاني: أن الأوليين من ذهب للمقربين ، والأخريين من ورق لأصحاب اليمين ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد.
الثالث: أن الأوليين للسابقين ، والأخريين للتابعين ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن . قال
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل: الجنتان الأوليان جنة عدن وجنة النعيم والأخريان جنة الفردوس وجنة المأوى ، وفي الجنات الأربع جنان كثيرة.
ويحتمل رابعا: أن يكون من دونهما جنتان لأتباعه ، لقصور منزلتهم عن منزلته ، إحداهما للحور العين ، والأخرى للولدان المخلدين ، لتميز بهما الذكور عن الإناث.
مدهامتان فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أي خضراوان ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
الثاني: مسودتان ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، مأخوذ من الدهمة وهي السواد ، ومنه سمي سود الخيل دهما.
الثالث: [خضروان من الري] ناعمتان ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
فيهما عينان نضاختان فيه ثلاثة تأويلات:
أحدهما: ممتلئتان لا تنقطعان ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك .
الثاني: جاريتان ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء.
الثالث: فوارتان ، وذكر في الجنتين الأوليين عينين تجريان ، وذكر في الأخريين عينين نضاختين ، والجري أكثر من النضخ.
وبماذا هما نضاختان؟ فيه أربعة أوجه:
أحدها: بالماء ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
الثاني: بالمسك والعنبر ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس.
الثالث: بالخير والبركة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=15097والكلبي .
الرابع: بأنواع الفاكهة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير .
فيهن خيرات حسان يعني الجنات الأربع، وفي
الخيرات قراءتان إحداهما بالتخفيف، وفي المراد بها قولان:
[ ص: 442 ] أحدهما: الخير والنعم المستحسنة.
الثاني: خيرات الفواكه والثمار، وحسان في المناظر والألوان.
والقرءاة الثانية بالتشديد، وفي المراد بها قولان:
أحدهما: مختارات.
الثاني: ذوات الخير وفيهن قولان:
أحدهما: أنهن الحور المنشآت في الآخرة.
الثاني: أنهن النساء المؤمنات الفاضلات من أهل الدنيا. وفي تسميتهن خيرات أربعة أوجه:
أحدها: لأنهن خيرات الأخلاق حسان الوجوه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة وروته
nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة مرفوعا:
الثاني: لأنهن عذارى أبكارا ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12045أبو صالح.
الثالث: لأنهن مختارات.
الرابع: لأنهن خيرات صالحات، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة .
حور مقصورات في الخيام فيه أربعة تأويلات:
أحدها: مقصورات الطرف على أزواجهن فلا يبغين بهم بدلا، ولا يرفعن طرفا إلى غيرهم من الرجال، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
الثاني: المحبوسات في الحجال لسن بالطوافات في الطرق، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
الثالث: المخدرات المصونات ، ولا متعطلات ولا متشوفات، قاله
زيد بن الحارث، nindex.php?page=showalam&ids=12078وأبو عبيدة .
الرابع: أنهن المسكنات في القصور، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن .
ويحتمل خامسا: أن يريد بالمقصورات البيض، مأخوذ من قصارة الثوب الأبيض، لأن وقوع الفرق بين المقصورات والقاصرات يقتضي وقوع الفرق بينهما في التأويل:
[ ص: 443 ] وفي الخيام ثلاثة أقاويل:
أحدها: أن الخيام هي البيوت ، قاله
ابن بحر .
الثاني: أنها خيام تضرب لأهل الجنة خارج الجنة كهيئة البداوة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير .
الثالث: أنها خيام في الجنة تضاف إلى القصور. روى
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(الخيام الدر المجوف) . روي
عن nindex.php?page=showalam&ids=10382أسماء بنت يزيد الأشهلية أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إننا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم وحوامل أولادكم، فهل نشارككم في الأجر؟ فقال عليه السلام (نعم إذا أحسنتن تبعل أزواجكن وطلبتن مرضاتهم .
متكئين على رفرف خضر فيه ستة تأويلات:
أحدها: أن الرفرف المحبس المطيف ببسطه، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13457ابن كامل.
الثاني: فضول الفرش والبسط ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
الثالث: أنها الوسائد، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن وعاصم الجحدري.
الرابع: أنها الفرش المرتفعة، مأخوذ من الرف.
الخامس: أنها المجالس يتكئون على فضولها.
السادس: رياض الجنة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير. وعبقري حسان فيه أربعة أقاويل:
أحدها: أنها الطنافس المخملية، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن .
الثاني: الديباج، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
[ ص: 444 ] الثالث: أنها ثياب في الجنة لا يعرفها أحد ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد [أيضا] .
الرابع: أنها ثياب الدنيا تنسب إلى عبقر.
وفي عبقري قولان:
أحدهما: أنه سيد القوم ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه:
(فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه فنسبه إلى أرفع الثياب لاختصاصه.
الثاني: أرض عبقر.
وفي تسميتها بذلك قولان:
أحدهما: لكثرة الجن فيها.
الثاني: لكثرة رملها ويكون المراد بذلك أنها تكون مثل العبقري لأن ما ينسج بعبقر لا يكون في الجنة إذا قيل إن عبقر اسم أرض.
تبارك اسم ربك فيه وجهان:
أحدهما: معناه ثبت اسم ربك ودام.
الثاني: أن ذكر اسمه يمن وبركة ، ترغيبا في مداومة ذكره.
ذي الجلال والإكرام في
ذي الجلال وجهان:
أحدهما: أنه الجليل.
الثاني: أنه المستحق للإجلال والإعظام. وفي " الإكرام " وجهان:
أحدهما: الكريم.
الثاني: ذو الإكرام لمن يطيعه.