ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى النجوى السرار ، ومن ذلك قول
جرير من النفر البيض الذين إذا انتجوا أقرت بنجواهم لؤي بن غالب
والنجوى مأخوذة من النجوة وهي ما له ارتفاع وبعد ، لبعد الحاضرين عنه، وفيها وجهان:
أحدهما: أن كل سرار نجوى ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14387ابن عيسى .
الثاني: أن السرار ما كان بين اثنين ، والنجوى ما كان بين ثلاثة، حكاه
سراقة. وفي المنهي عنه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنهم اليهود، كانوا يتناجون بما بين المسلمين، فنهوا عن ذلك، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
الثاني: أنهم المنافقون، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي .
الثالث: أنهم المسلمون. روى
nindex.php?page=showalam&ids=44أبو سعيد الخدري قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=691667كنا ذات ليلة نتحدث إذ خرج علينا رسول الله [ ص: 491 ] صلى الله عليه وسلم فقال: (ما هذه النجوى ألم تنهوا عن النجوى) . فقلنا تبنا إلى الله يا رسول الله إنا كنا في ذكر المسيح يعني الدجال فرقا منه ، فقال: (ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي منه؟) قالوا: بلى يا رسول الله ، قال: (الشرك الخفي أن يقوم الرجل يعمل لمكان الرجل) .
وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله nindex.php?page=hadith&LINKID=652718كانت اليهود إذا دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: السام عليك ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرد عليهم فيقول: وعليكم ويروى
أن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة حين سمعت ذلك منهم قالت: وعليكم السام والذام ، فقال عليه السلام: (إن الله لا يحب الفحش والتفحش . وفي السام الذي أرادوه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه الموت، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد.
الثاني: أنه السيف.
الثالث: أنهم أرادوا بذلك أنكم ستسأمون دينكم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، وكذا من قال هو الموت لأنه يسأم الحياة. وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي أن اليهود كانوا إذا رد النبي صلى الله عليه وسلم جواب سلامهم قالوا: لو كان هذا نبيا لاستجيب له فينا قوله وعليكم ، يعني السام وهو الموت وليس بنا سامة وليس في أجسادنا فترة، فنزلت فيهم ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول الآية.
وفي قوله تعالى
إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وجهان:
أحدهما: ما كان يتناجى به اليهود والمنافقون من الأراجيف بالمسلمين.
الثاني: أنها الأحلام التي يراها الإنسان في منامه فتحزنه.
[ ص: 492 ]