وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم وفي الزيغ وجهان:
أحدهما: أنه العدول ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
الثاني: أنه الميل ، إلا أنه لا يستعمل إلا في الزيغ عن الحق دون الباطل. ويحتمل تأويله وجهين:
أحدهما: فلما زاغوا عن الطاعة أزاغ الله قلوبهم عن الهداية.
الثاني: فلما زاغوا عن الإيمان أزاغ قلوبهم عن الكلام.
[ ص: 529 ] وفي المعني بهذا الكلام ثلاثة أقاويل:
أحدها: المنافقون.
الثاني: الخوارج ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17092مصعب بن سعيد عن أبيه.
الثالث: أنه عام.
ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد وهذه البشرى من
عيسى تتضمن أمرين:
أحدهما: تبليغ ذلك إلى قومه ليؤمنوا به عند مجيئه ، وذلك لا يكون منه بعد إعلام الله له بذلك إلا عن أمر بتبليغ ذلك إلى أمته.
الثاني: ليكون ذلك من معجزات
عيسى عند ظهور
محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا يجوز أن يقتصر
عيسى فيه على إعلام الله له بذلك دون أمره بالبلاغ. وفي
تسمية الله له بأحمد وجهان:
أحدهما: لأنه من أسمائه فكان يسمى
أحمد ومحمدا قال
nindex.php?page=showalam&ids=144حسان صلى الإله ومن يحف بعرشه والطيبون على المبارك أحمد
الثاني: أنه مشتق من اسمه محمود ، فصار الاشتقاق اسما ، كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=144حسان وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(اسمي في التوراة أحيد لأني أحيد أمتي عن النار ، واسمي في الزبور الماحي محا الله بي عبادة الأصنام ، واسمي في الإنجيل أحمد ، واسمي في القرآن محمد لأني محمود في أهل السماء والأرض.