إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير إن بطش ربك لشديد إنه هو يبدئ ويعيد وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد هل أتاك حديث الجنود فرعون وثمود بل الذين كفروا في تكذيب والله من ورائهم محيط بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ إنه هو يبدئ ويعيد فيه أربعة تأويلات :
[ ص: 243 ]
أحدها : يحيي ويميت ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد .
الثاني : يميت ثم يحيي ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
الثالث : يخلق ثم يبعث ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17317يحيى بن سلام .
الرابع : يبدئ العذاب ويعيده ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . ويحتمل خامسا : يبدئ ما كلف من أوامره ونواهيه ، ويعيد ما جزى عليه من ثواب وعقاب .
وهو الغفور الودود في الغفور وجهان :
أحدهما : الساتر للعيوب .
الثاني : العافي عن الذنوب . وفي الودود وجهان :
أحدهما : المحب .
الثاني : الرحيم . وفيه ثالث : حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد عن
nindex.php?page=showalam&ids=12429إسماعيل بن إسحاق القاضي أن الودود هو الذي لا ولد له ، وأنشد قول الشاعر
وأركب في الروع عريانة ذلول الجناح لقاحا ودودا
اي لا ولد لها تحن إليه ، ويكون معنى الآية أنه يغفر لعباده ، وليس ولد يغفر لهم من أجله ، ليكون بالمغفرة متفضلا من غير جزاء .
ذو العرش المجيد فيه وجهان :
أحدهما : الكريم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
الثاني : العالي ، ومنه المجد لعلوه وشرفه . ثم فيه وجهان :
أحدهما : أنه من صفات الله تعالى ، وهو قول من قرأ بالرفع .
[ ص: 244 ]
الثاني : أنه من صفة العرش ، وهو قول من قرأ بالكسر . ويحتمل إن كان صفة للعرش وجها ثالثا : أنه المحكم .
بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ فيه وجهان :
أحدهما : أن اللوح هو المحفوظ عند الله تعالى ، وهو تأويل من قرأ بالخفض .
الثاني : أن القرآن هو المحفوظ ، وهو تأويل من قرأ بالرفع وفيما هو محفوظ منه وجهان :
أحدهما : من الشياطين .
الثاني : من التغيير والتبديل . وقال بعض المفسرين : إن اللوح شيء يلوح للملائكة فيقرؤونه .