[ ص: 373 ] سورة الفلق
مكية في قول
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر ، ومدنية في أحد قولي
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة . بسم الله الرحمن الرحيم
قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد
وهذه والناس معوذتا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سحرته اليهود ، وقيل إن المعوذتين كان يقال لهما (المقشقشتان) أي مبرئتان من النفاق ، وزعم
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أنهما دعاء تعوذ به وليستا من القرآن ، وهذا قول خالف به الإجماع من الصحابة وأهل البيت .
قل أعوذ برب الفلق فيه ستة تأويلات :
[ ص: 374 ]
أحدها : أن الفلق سجن في جهنم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
الثاني : أنه اسم من أسماء جهنم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16338أبو عبد الرحمن .
الثالث : أنه الخلق كله ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك .
الرابع : أنه فلق الصبح ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله ومنه قول الشاعر
يا ليلة لم أنمها بت مرتفقا أرعى النجوم إلى أن نور الفلق .
الخامس : أنها الجبال والصخور تنفلق بالمياه .
السادس : أنه كل ما انفلق عن جميع ما خلق من الحيوان والصبح والحب والنوى وكل شيء من نبات وغيره ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن . ولأصحاب الغوامض أنه فلق القلوب للأفهام حتى وصلت إليها ووصلت فيها ، وأصل الفلق الشق الواسع ، وقيل للصبح فلق لفلق الظلام عنه كما قيل له فجر لانفجار الضوء منه .
من شر ما خلق فيه ثلاثة أقوال : أحدها : أن شر ما خلق جهنم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15603ثابت البناني .
الثاني : إبليس وذريته ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن .
الثالث : من شر ما خلق في الدنيا والآخرة ، قاله
ابن شجرة . وفي هذا الشر وجهان :
أحدهما : أنه محمول على عمومه في كل شر .
الثاني : أنه خاص في الشر الذي يستحق المصاب به الثواب .
ومن شر غاسق إذا وقب فيه أربعة تأويلات : أحدها : يعني الشمس إذا غربت ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب .
الثاني : القمر إذا ولج أي دخل في الظلام . روى
nindex.php?page=showalam&ids=12031أبو سلمة بن عبد الرحمن عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أنها قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=705374أخذ رسول [ ص: 375 ]
الله صلى الله عليه وسلم بيدي ثم نظر إلى القمر فقال : يا nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة تعوذي بالله من شر غاسق إذا وقب ، وهذا الغاسق إذا وقب .
الثالث : أنه الثريا إذا سقطت ، وكانت الأسقام والطواعين تكثر عند وقوعها ، وترتفع عند طلوعها ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد .
الرابع : أنه الليل ، لأنه يخرج السباع من آجامها ، والهوام من مكامنها ويبعث أهل الشر على العبث والفساد ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ، قال الشاعر
يا طيف هند لقد أبقيت لي أرقا إذ جئتنا طارقا والليل قد غسقا
وأصل الغسق الجريان بالضرر ، مأخوذ من قولهم غسقت القرحة إذا جرى صديدها ، والغساق : صديد أهل النار ، لجريانه بالعذاب وغسقت عينه إذا جرى دمعها بالضرر في الحلق . فعلى تأويله أنه الليل في قوله
إذا وقب أربعة تأويلات : أحدها : إذا أظلم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
الثاني : إذا دخل ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك .
الثالث : إذا ذهب ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
الرابع : إذا سكن ، قاله
اليمان بن رئاب .
ومن شر النفاثات في العقد قال أهل التأويل : من السواحر ينفثن في عقد الخيوط للسحر ، قال الشاعر
أعوذ بربي من النافثا ت في عضه العاضه المعضه
وربما فعل قوم في الرقى مثل ذلك ، طلبا للشفاء ، كما قال متمم بن نويرة
نفثت في الخيط شبيه الرقى من خشية الجنة والحاسد .
وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=908291 (من عقد عقدة ثم [ ص: 376 ]
نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد أشرك ، ومن تعلق شيئا وكل إليه) ، والنفث : النفخ في العقد بلا ريق ، والتفل : النفخ فيها بريق ، وفي
شر النفاثات في العقد ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه إيهام للأذى وتخيل للمرض من غير أن يكون له تأثير في الأذى والمرض ، إلا استشعار ربما أحزن ، أو طعام ضار ربما نفذ بحيلة خفية .
الثاني : أنه قد يؤذى بمرض لعارض ينفصل فيتصل بالمسحور فيؤثر فيه كتأثير العين ، وكما ينفصل من فم المتثائب ما يحدث في المقابل له مثله .
الثالث : أنه قد يكون ذلك بمعونة من خدم الجن يمتحن الله بعض عباده . فأما المروي من سحر النبي صلى الله عليه وسلم فقد أثبته أكثرهم ، وأن قوما من اليهود سحروه وألقوا عقدة سحره في بئر حتى أظهره الله عليها . روى
nindex.php?page=showalam&ids=12045أبو صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=hadith&LINKID=911777أن النبي صلى الله عليه وسلم اشتكى شكوى شديدة ، فبينا هو بين النائم واليقظان إذا ملكان أحدهما عند رأسه ، والآخر عند رجليه ، فقال أحدهما : ما شكواه؟ فقال الآخر : مطبوب ، (أي مسحور) ، والطب : السحر قال : ومن طبه؟ قال : لبيد بن الأعصم اليهودي فطرحه في بئر ذروان تحت صخرة فيها ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=56عمار بن ياسر فاستخرج السحر منها ، ويروى أن فيه إحدى عشرة عقدة ، فأمر بحل العقد ، فكان كلما حل عقدة وجد راحة ، حتى حلت العقد كلها ، فكأنما أنشط من عقال ، فنزلت عليه المعوذتان ، وهما إحدى عشرة آية بعدد العقد ، وأمر أن يتعوذ بهما . وأنكره آخرون ، ومنعوا منه في رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن صح في غيره ، لما في استمراره عليه من خبل العقل ، وأن الله تعالى قد أنكر على من قال في رسوله حيث يقول :
إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ومن شر حاسد إذا حسد أما
الحسد فهو تمني زوال نعمة المحسود وإن لم يصر للحاسد مثلها ، والمنافسة هي تمني مثلها وإن لم تزل ،
فالحسد شر [ ص: 377 ]
مذموم ، والمنافسة رغبة مباحة ، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(المؤمن يغبط والمنافق يحسد) . وفي
الاستعاذة من شر حاسد إذا حسد وجهان :
أحدهما : من شر نفسه وعينه ، فإنه ربما أصاب بها فعان وضر ، والمعيون المصاب بالعين ، وقال الشاعر
قد كان قومك يحسبونك سيدا وإخال أنك سيد معيون
الثاني : أن يحمله فرط الحسد على إيقاع الشر بالمحسود فإنه يتبع المساوئ ويطلب العثرات ، وقد قيل إن
الحسد أول ذنب عصي الله به في السماء والأرض فحسد إبليس
آدم حتى أخرجه من الجنة ، وأما في الأرض فحسد
قابيل بن آدم لأخيه
هابيل حتى قتله ، نعوذ بالله من شر ما استعاذنا منه . وافتتح السورة بـ(قل) لأن الله تعالى أمر نبيه أن يقولها ، وهي من السورة لنزولها معها ، وقد قال بعض فصحاء السلف : احفظ القلاقل ، وفيه تأويلان :
أحدهما : قل (قل) في كل سورة ذكر في أوائلها لأنه منها . والثاني : احفظ السورة التي في أولها (قل) لتأكيدها بالأمر بقراءتها .