ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض فيه قولان:أحدهما: هو قول الإنسان: ليت ما لفلان لي ، ويجوز أن يقول: ليت مثله
[ ص: 477 ]
لي، ومن قال بهذا اختلفوا في النهي: هل هو تحريم أم أدب، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء هو أدب، وقال غيره: هو تحريم. والقول الثاني: وهو الأشهر - أنها نزلت في نساء تمنين كالرجال في فضلهم ومالهم، فروى
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة أنها نزلت في
أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة، وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16406ابن أبي نجيح عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=hadith&LINKID=706356عن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة قالت: قلت يا رسول الله، تغزو الرجال ولا نغزو، وإنما لنا نصف الميراث، فنزلت: ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن من الثواب على طاعة الله والعقاب على معصيته، وللنساء نصيب مثل ذلك، ليعني أن للمرأة بالحسنة عشر أمثالها كالرجل، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة. والثاني: أن معنى ذلك للرجال نصيب مما اكتسبوا من ميراث موتاهم، وللنساء نصيب منه، لأن أهل الجاهلية لم يكونوا يورثون النساء، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
واسألوا الله من فضله فيه قولان:
[ ص: 478 ]
أحدهما: إن احتجتم إلى مال غيركم فاسألوا الله أن يعطيكم مثل ذلك من فضله ولا تتمنوا مال غيركم. والثاني: العبادة التي تكتسب الثواب في الآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
اسألوا الله من فضله فإنه يحب أن يسأل وإن أفضل العبادة انتظار الفرج ".
إن الله كان بكل شيء عليما أنه قسم الأرزاق على ما علم وشاء فينبغي أن ترضوا بما قسم وتسألوه من فضله غير متأسفين لغيركم في عطية. والنهي تحريم عند أكثر العلماء، لأنه ليس لأحد أن يقول: ليت مال فلان مالي، وإنما يقول: ليت مثله لي.
[ ص: 479 ]