صفحة جزء
واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين

قوله عز وجل: واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا وفي الكلام محذوف وتقديره: واختار موسى من قومه سبعين رجلا. وفي قوله: لميقاتنا قولان: أحدهما: أنه الميقات المذكور في سؤال الرؤية. والثاني أنه ميقات غير الأول وهو ميقات التوبة من عبادة العجل. فلما أخذتهم الرجفة وفيها ثلاثة أوجه: أحدها: أنها الزلزلة ، قاله الكلبي . والثاني: أنه الموت. قال مجاهد : ماتوا ثم أحياهم. والثالث: أنها نار أحرقتهم فظن موسى أنهم قد هلكوا ولم يهلكوا ، قاله الفراء . قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي وفي سبب أخذها لهم قولان: أحدهما: لأنهم سألوا الرؤية ، قاله ابن إسحاق. [ ص: 266 ] والثاني: لأنهم لم ينهوا عن عبادة العجل قاله ابن عباس . أتهلكنا بما فعل السفهاء منا فيه قولان: أحدهما: أنه سؤال استفهام خوفا من أن يكون الله قد عمهم بانتقامه كما قال تعالى: واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة [الأنفال: 25] . والثاني: أنه سؤال نفي ، وتقديره: إنك لا تعذب إلا مذنبا فكيف تهلكنا بما فعل السفهاء منا. فحكى أن الله أمات بالرجفة السبعين الذين اختارهم موسى من قومه ، لا موت فناء ولكن موت ابتلاء ليثبت به من أطاع وينتقم به ممن عصى وأخذت موسى غشية ثم أفاق موسى وأحيا الله الموتى ، فقال: إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء فيه وجهان: أحدهما: أن المراد بالفتنة العذاب ، قاله قتادة . والثاني: أن المراد بها الابتلاء والاختبار.

التالي السابق


الخدمات العلمية