كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون
قوله عز وجل:
كيف وإن يظهروا عليكم يعني يقووا حتى يقدروا على الظفر بكم. وفي الكلام محذوف وتقديره: كيف يكون لهم عهد وإن يظهروا عليكم.
لا يرقبوا فيكم فيه وجهان: أحدهما: لا يخافوا: قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
الثاني: لا يراعوا.
[ ص: 343 ] إلا ولا ذمة وفي الإل سبعة تأويلات: أحدها: أنه العهد ، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد . والثاني: أنه اسم الله تعالى ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، ويكون معناه لا يرقبون الله فيكم. والثالث: أنه الحلف ، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة . والرابع: أن الإل اليمين ، والذمة العهد ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة ، ومنه قول
ابن مقبل: أفسد الناس خلوف خلفوا قطعوا الإل وأعراق الرحم
والخامس: أنه الجوار ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن . والسادس: أنه القرابة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ، ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=144حسان: وأقسم إن إلك من قريش كإل السقب من رأل النعام
والسابع: أن الإل العهد والعقد والميثاق واليمين ، وأن الذمة في هذا الموضع التذمم ممن لا عهد له ، قاله بعض البصريين.
ولا ذمة فيها ثلاثة أوجه: أحدها: الجوار ، قاله
ابن بحر .
الثاني: أنه التذمم ممن لا عهد له ، قاله بعض البصريين. والثالث: أنه العهد وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=5أبي عبيدة. يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم يحتمل ثلاثة أوجه: أحدها: يرضونك بأفواههم في الوفاء وتأبى قلوبهم إلا الغدر. والثاني: يرضونكم بأفواههم في الطاعة وتأبى قلوبهم إلا المعصية. والثالث: يرضونكم بأفواهم في الوعد بالإيمان وتأبى قلوبهم إلا الشرك ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يرضيه من المشركين إلا بالإيمان.
وأكثرهم فاسقون فيه وجهان: أحدهما: في نقض العهد وإن كان جميعهم بالشرك فاسقا.
[ ص: 344 ] والثاني: وأكثرهم فاسق في دينه وإن كان كل دينهم فسقا.