فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون ويحلفون بالله إنهم لمنكم [ ص: 372 ] وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون
قوله عز وجل:
فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم فيه خمسة أقاويل: أحدها: فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ويكون فيه تقديم وتأخير. والثاني: إنما يريد الله ليعذبهم بما فرضه من الزكاة في أموالهم ، يعني المنافقين. وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن . والثالث: ليعذبهم بمصائبهم في أموالهم أولادهم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد . والرابع: ليعذبهم ببني أولادهم وغنيمة أموالهم ، يعني المشركين ، قاله بعض المتأخرين. والخامس: يعذبهم بجمعها وحفظها وحبها والبخل بها والحزن عليها ، وكل هذا عذاب.
وتزهق أنفسهم أي تهلك بشدة ، من قوله تعالى:
وقل جاء الحق وزهق الباطل [الإسراء: 81] . قوله عز وجل:
لو يجدون ملجأ أو مغارات الآية ، أما الملجأ ففيه أربعة أوجه: أحدها: أنه الحرز ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . والثاني: الحصن ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة . والثالث: الموضع الحريز من الجبل ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري. والرابع: المهرب ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي . ومعاني هذه كلها متقاربة. وأما المغارات ففيها وجهان:
[ ص: 373 ] أحدهما: أنها الغيران في الجبال ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . والثاني: المدخل الساتر لمن دخل فيه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14387علي بن عيسى. وأما المدخل ففيه وجهان: أحدهما: أنه السرب في الأرض ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري. والثاني: أنه المدخل الضيق الذي يدخل فيه بشدة.
لولوا إليه يعني هربا من القتال وخذلانا للمؤمنين.
وهم يجمحون أي يسرعون ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=17129مهلهل: لقد جمحت جماحا في دمائهم حتى رأيت ذوي أحسابهم خمدوا