ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين فإلم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة أولئك يؤمنون به ومن [ ص: 461 ] يكفر به من الأحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون
قوله عز وجل:
أفمن كان على بينة من ربه فيه ثلاثة أقوال: أحدها: أنه القرآن ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16327عبد الرحمن بن زيد .
الثاني:
محمد صلى الله عليه وسلم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية nindex.php?page=showalam&ids=12045وأبو صالح nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=14479والسري nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك .
الثالث: الحجج الدالة على توحيد الله تعالى ووجوب طاعته ، قاله
ابن بحر . وذكر بعض المتصوفة قولا رابعا: أن البينة هي الإشراف على القلوب والحكمة على الغيوب.
ويتلوه شاهد منه فيه خمسة أقاويل: أحدها: أنه لسانه يشهد له بتلاوة القرآن ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ، ومنه قول
الأعشى: فلا تحسبني كافرا لك نعمة على شاهدي يا شاهد الله فاشهد
الثاني: أنه
محمد صلى الله عليه وسلم شاهد من الله تعالى ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16600علي بن الحسين.
الثالث: أنه
جبريل عليه السلام ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس والنخعي nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك .
الرابع: أنه
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، روى
nindex.php?page=showalam&ids=15342المنهال عن
nindex.php?page=showalam&ids=16288عباد بن عبد الله قال: قال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي: ما في
قريش أحد إلا وقد نزلت فيه آية ، قيل له: فما نزل فيك؟ قال
ويتلوه شاهد منه الخامس: أنه ملك يحفظه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية .
[ ص: 462 ] ويحتمل قولا سادسا: ويتلوه شاهد من نفسه بمعرفة حججه ودلائله وهو عقله ووحدته ، قال
ابن بحر .
ومن قبله كتاب موسى فيه وجهان: أحدهما: ومن قبل القرآن كتاب
موسى وهو التوراة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد .
الثاني: ومن قبل
محمد كتاب
موسى ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
إماما ورحمة فيه وجهان: أحدهما يعني متقدما علينا ورحمة لهم.
الثاني: إماما للمؤمنين لاقتدائهم بما فيه ورحمة لهم.
أولئك يؤمنون به يعني من كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه.
ومن يكفر به من الأحزاب فيهم قولان: أحدهما: أنهم أهل الأديان كلها لأنهم يتحزبون: قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير .
الثاني: هم المتحزبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم المجتمعون على محاربته. وفي المراد بهم ثلاثة أوجه: أحدها:
قريش ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
الثاني: اليهود والنصارى ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير .
الثالث: أهل الملل كلها.
فالنار موعده أي أنها مصيره ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=144حسان بن ثابت: أوردتموها حياض الموت ضاحية فالنار موعدها والموت لاقيها
فلا تك في مرية منه فيه وجهان: أحدهما: في مرية من القرآن قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل .
الثاني: في مرية من أن النار موعد الكفار ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي ، وهذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد به جميع المكلفين.