1. الرئيسية
  2. تفسير الماوردي
  3. تفسير سورة هود
  4. تفسير قوله تعالى وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان
صفحة جزء
وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط

قوله عز وجل: وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ومدين هم قوم شعيب ، وفي تسميتهم بذلك قولان: أحدهما: لأنهم بنو مدين بن إبراهيم ، فقيل مدين والمراد بنو مدين ، كما يقال مضر والمراد بنو مضر.

الثاني: أن مدين اسم مدينتهم فنسبوا إليها ثم اقتصر على اسم المدينة تخفيفا. ثم فيه وجهان: أحدهما: أنه اسم أعجمي.

الثاني: أنه اسم عربي وفي اشتقاقه وجهان: أحدهما: أنه من قولهم مدن بالمكان إذا أقام فيه ، والياء زائدة ، وهذا قول من زعم أنه اسم مدينة. [ ص: 495 ] الثاني: أنه مشتق من قولهم دينت أي ملكت والميم زائدة ، وهذا قول من زعم أنه اسم رجل. وأما شعيب فتصغير شعب وفيه ثلاثة أوجه: أحدها: أنه الطريق في الجبل.

الثاني: أنه القبيلة العظيمة.

الثالث: أنه مأخوذ من شعب الإناء المكسور. ولا تنقصوا المكيال والميزان كانوا مع كفرهم أهل بخس وتطفيف فأمروا بالإيمان إقلاعا عن الشرك ، وبالوفاء نهيا عن التطفيف. إني أراكم بخير فيه تأويلان: أحدهما: أنه رخص السعر ، قاله ابن عباس والحسن .

الثاني: أنه المال وزينة الدنيا ، قاله قتادة وابن زيد . ويحتمل تأويلا ثالثا: أنه الخصب والكسب. وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط فيه ثلاثة تأويلات: أحدها: غلاء السعر ، وهو مقتضى قول ابن عباس والحسن .

الثاني: عذاب الاستئصال في الدنيا.

الثالث: عذاب النار بالآخرة.

التالي السابق


الخدمات العلمية