وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون
قوله تعالى:
وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم أما النفس فمأخوذة من النفاسة، وهي الجلالة، فنفس الإنسان أنفس ما فيه، وأما الديار فالمنزل الذي فيه أبنية المقام، بخلاف منزل الارتحال، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل: كل موضع حله قوم، فهو دار لهم، وإن لم يكن فيه أبنية. فإن قيل: فهل يسفك أحد دمه، ويخرج نفسه من داره؟ ففيه قولان:
[ ص: 155 ]
أحدهما: معناه لا يقتل بعضكم بعضا، ولا يخرجه من داره، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبي العالية. والثاني: أنه القصاص الذي يقتص منهم بمن قتلوه. وفيه قول ثالث: أن قوله (أنفسكم) أي إخوانكم فهو كنفس واحدة. قوله تعالى:
تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان يعني تتعاونون، والإثم هو الفعل الذي يستحق عليه الذم، وفي العدوان قولان: أحدهما: أنه مجاوزة الحق. والثاني: أنه في الإفراط في الظلم.
وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وقرأ
حمزة: ( أسرى ) وفي الفرق بين أسرى وأسارى قولان: أحدهما: أن أسرى جمع أسير، وأسارى جمع أسرى. والثاني: أن الأسرى الذين في اليد وإن لم يكونوا في وثاق، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو بن العلاء، والأسارى: الذين في وثاق.