ألم تر أن الله خلق السماوات والأرض بالحق إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص
قوله عز وجل:
وبرزوا لله جميعا أي ظهروا بين يديه تعالى في القيامة.
فقال الضعفاء وهم الأتباع.
للذين استكبروا وهم القادة المتبوعون.
إنا كنا لكم تبعا يعني في الكفر بالإجابة لكم.
فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء أي دافعون عنا ، يقال أغنى عنه
[ ص: 130 ] إذا دفع عنه الأذى، وأغناه إذا أوصل إليه النفع.
قالوا لو هدانا الله لهديناكم فيه ثلاثة أوجه أحدها: لو هدانا الله إلى الإيمان لهديناكم إليه.
الثاني: لو هدانا الله إلى طريق الجنة لهديناكم إليها.
الثالث: لو نجانا الله من العذاب لنجيناكم منه.
سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص أي من منجى أو ملجأ ، قيل إن أهل النار يقولون: يا أهل النار إن قوما جزعوا في الدنيا وبكوا ففازوا ، فيجزعون ويبكون. ثم يقولون: يا أهل النار إن قوما صبروا في الدنيا ففازوا ، فيصبرون. فعند ذلك يقولون
سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص