قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا
قوله عز وجل:
فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا فيه ثلاثة أوجه: أحدها: يعني فمن كان يخاف لقاء ربه، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل، وقطرب.
الثاني: من كان يأمل لقاء ربه.
الثالث: من كان يصدق بلقاء ربه، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي. [ ص: 350 ] وفي لقاء ربه وجهان: أحدهما: معناه لقاء ثواب ربه، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير.
الثاني: من كان يرجو لقاء ربه إقرارا منه بالبعث إليه والوقوف بين يديه.
فليعمل عملا صالحا فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أنه الخالص من الرياء، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15874ذو النون المصري.
الثاني: أن يلقى الله به فلا يستحي منه، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17335يحيى بن معاذ.
الثالث: أن يجتنب المعاصي ويعمل بالطاعات.
ولا يشرك بعبادة ربه أحدا فيه وجهان: أحدهما: أن الشرك بعبادته الكفر، ومعناه لا يعبد معه غيره، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن.
الثاني: أنه الرياء، ومعناه ولا يرائي بعمله أحدا، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد. روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "
nindex.php?page=hadith&LINKID=934556أخوف ما أتخوف على أمتي الشرك والشهوة الخفية " قيل: أتشرك أمتك بعدك؟ قال: " لا، أما إنهم لا يعبدون شمسا ولا قمرا ولا حجرا ولا وثنا ولكنهم يراءون بعملهم "، فقيل: يا رسول الله ، وذلك شرك؟ فقال: " نعم " قيل: وما الشهوة الخفية؟ قال: " يصبح أحدهم صائما فتعرض له الشهوة من شهوات الدنيا فيفطر لها ويترك صومه ". وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي nindex.php?page=showalam&ids=17131ومقاتل أن هذه الآية نزلت في
جندب بن زهير العامري أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: إنا لنعمل العمل نريد به وجه الله فيثنى به علينا فيعجبنا، وإني لأصلي الصلاة فأطولها رجاء أن يثنى بها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن
[ ص: 351 ] الله عز وجل يقول: أنا خير شريك فمن أشركني في عمل يعمله لي أحدا من خلقي تركته وذلك الشريك " ونزلت فيه هذه الآية: فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا فتلاها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل إنها
آخر آية نزلت من القرآن.