فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا [ ص: 379 ] قوله تعالى:
فخلف من بعدهم خلف الآية. في الفرق بين الخلف بتسكين اللام والخلف بتحريكها وجهان: أحدهما: أنه بالفتح إذا خلفه من كان من أهله ، وبالتسكين إذا خلفه من ليس من أهله.
الثاني: أن الخلف بالتسكين مستعمل في الذم ، وبالفتح مستعمل في المدح ، قال
لبيد: ذهب الذين يعاش في أكنافهم وبقيت في خلف كجلد الأجرب
وفي هذا الخلف قولان: أحدهما: أنهم اليهود من بعد ما تقدم من الأنبياء ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل.
الثاني: أنهم من المسلمين. فعلى هذا في قوله
من بعدهم قولان: أحدهما: من بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، من عصر الصحابة وإلى قيام الساعة كما روى
الوليد بن قيس حكاه
إبراهيم عن
عبيدة.
الثاني: إنهم من بعد عصر الصحابة. روى
الوليد بن قيس عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=691757 (يكون بعد ستين سنة خلف أضاعوا الصلاة .
الآية. وفي إضاعتهم الصلاة قولان: أحدهما: تأخيرها عن أوقاتها ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=16673وعمر بن عبد العزيز.
الثاني: تركها ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14980القرظي. ويحتمل ثالثا: أن تكون إضاعتها الإخلال باستيفاء شروطها.
[ ص: 380 ] فسوف يلقون غيا فيه خمسة أقاويل: أحدها: أنه واد في جهنم ، قالته
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود.
الثاني: أنه الخسران ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
الثالث: أنه الشر ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد.
الرابع: الضلال عن الجنة.
الخامس: الخيبة ، ومنه قول الشاعر:
فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره ومن يغو لا يعدم على الغي لائما
من يغو: أي من يخب.