أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون لا يسأل عما يفعل وهم يسألون
قوله تعالى:
أم اتخذوا آلهة من الأرض أي مما خلق في الأرض.
هم ينشرون فيه قولان: أحدهما: يخلقون ، قاله قطرب.
الثاني: قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، يحيون ، يعني الموتى ، يقال: أنشر الله الموتى فنشروا أي أحياهم فحيوا ، مأخوذ من النشر بعد الطي ، قال الشاعر :
حتى يقول الناس مما رأوا يا عجبا للميت الناشر
[ ص: 442 ] قوله تبارك وتعالى:
لو كان فيهما يعني في السماء والأرض.
آلهة إلا الله فيه وجهان: أحدهما: معناه سوى الله ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء.
الثاني: أن (إلا) الواو ، وتقديره: لو كان فيهما آلهة والله لفسدتا ، أي لهلكتا بالفساد ، فعلى الوجه الأول يكون المقصود به إبطال عباد غيره لعجزه عن أن يكون إلها لعجزه عن قدرة الله ، وعلى الوجه الآخر يكون المقصود به إثبات وحدانية الله عن أن يكون له شريك يعارضه في ملكه. قوله عز وجل:
لا يسأل عما يفعل وهم يسألون فيه ثلاثة أوجه: أحدها: لا يسأل الخلق الخالق عن قضائه في خلقه ، وهو يسأل الخلق عن عملهم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج.
الثاني: لا يسأل عن فعله ، لأن كل فعله صواب وهو لا يريد عليه الثواب ، وهم يسألون عن أفعالهم ، لأنه قد يجوز أن تكون في غير صواب ، وقد لا يريدون بها الثواب إن كانت صوابا فلا تكون عبادة ، كما قال تعالى:
ليسأل الصادقين عن صدقهم [الأحزاب: 8] .
الثالث: لا يحاسب على أفعاله وهم يحاسبون على أفعالهم ، قاله
ابن بحر. ويحتمل رابعا: لا يؤاخذ على أفعاله وهم يؤاخذون على أفعالهم.