إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون
قوله تعالى:
إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: وقود جهنم ، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس.
الثاني: معناه حطب جهنم ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة: حطب جهنم.
الثالث: أنهم يرمون فيها كما يرمى بالحصباء ، حتى كأن جهنم تحصب بهم ، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك ، ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق :
مستقبلين شمال الشام يضربنا بحاصب كنديف القطن منثور
يعني الثلج ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: حضب جهنم ، بالضاد معجمة. قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي: حضبت النار بالضاد المعجمة إذا أججتها فألقيت فيها ما يشعلها من الحطب. قوله عز وجل:
إن الذين سبقت لهم منا الحسنى فيها ثلاثة تأويلات:
[ ص: 473 ] أحدها: أنها الطاعة لله تعالى: حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=14387ابن عيسى. والثاني: السعادة من الله ، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد. والثالث: الجنة ، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي. ويحتمل تأويلا رابعا: أنها التوبة.
أولئك عنها مبعدون يعني عن جهنم. وفيهم ثلاثة أقاويل: أحدها: أنهم
عيسى والعزير والملائكة الذين عبدوا من دون الله وهم كارهون ، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد.
الثاني: أنهم
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان nindex.php?page=showalam&ids=55وطلحة nindex.php?page=showalam&ids=15والزبير ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب.
الثالث: أنها عامة في كل من سبقت له من الله الحسنى. وسبب نزول هذه الآية ما حكي أنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=939481لما نزل قوله تعالى: إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم قال المشركون: فالمسيح والعزير والملائكة قد عبدوا ، فأنزل الله تعالى: إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون يعني عن جهنم ، ويكون قوله:
من دون الله حصب جهنم محمولا على من عذبه ربه. قوله عز وجل:
لا يحزنهم الفزع الأكبر فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: أن الفزع الأكبر النفخة الأخيرة ، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن. والثاني: أنه ذبح الموت ، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس. والثالث: حين تطبق جهنم على أهلها ، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج. ويحتمل تأويلا رابعا: أنه العرض في المحشر.