صفحة جزء
قوله تعالى : وكذلك جعلناكم أمة وسطا الآية .

أخرج سعيد بن منصور ، وأحمد ، والترمذي ، والنسائي وصححه ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان ، والإسماعيلي في «صحيحه»، والحاكم وصححه، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : وكذلك جعلناكم أمة وسطا قال : عدلا .

وأخرج ابن جرير ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : وكذلك جعلناكم أمة وسطا قال : عدلا .

وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس في قوله : جعلناكم أمة وسطا يقول : جعلناكم أمة عدلا .

[ ص: 17 ] وأخرج ابن سعد، عن القاسم بن عبد الرحمن قال : قال رجل لابن عمر : من أنتم؟ قال : ما تقولون؟ قال : نقول إنكم سبط، وتقول إنكم وسط . فقال : سبحان الله ! إنما السبط في بني إسرائيل، والأمة الوسط أمة محمد جميعا .

وأخرج أحمد ، وعبد بن حميد ، والبخاري ، والترمذي ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في «الأسماء والصفات» ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يدعى نوح يوم القيامة فيقال له : هل بلغت؟ فيقول : نعم . فيدعى قومه، فيقال لهم : هل بلغكم؟ فيقولون : ما أتانا من نذير، وما أتانا من أحد ، فيقال لنوح : من يشهد لك؟ فيقول : محمد وأمته، فذلك قوله : وكذلك جعلناكم أمة وسطا قال : والوسط العدل، فتدعون فتشهدون له بالبلاغ، وأشهد عليكم" .

وأخرج سعيد بن منصور ، وأحمد ، والنسائي ، وابن ماجه ، والبيهقي في «الشعب» ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يجيء النبي يوم القيامة ومعه الرجل، والنبي ومعه الرجلان، وأكثر من ذلك، فيدعى قومه فيقال [ ص: 18 ] لهم : هل بلغكم هذا ؟ فيقولون : لا . فيقال له : هل بلغت قومك ؟ فيقول : نعم . فيقال له : من يشهد لك ؟ فيقول : محمد وأمته . فيدعى محمد وأمته ، فيقال لهم : هل بلغ هذا قومه ؟ فيقولون : نعم . فيقال : وما علمكم ؟ فيقولون : جاءنا نبينا فأخبرنا أن الرسل قد بلغوا ، فذلك قوله تعالى : وكذلك جعلناكم أمة وسطا قال : عدلا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا .

وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "أنا وأمتي يوم القيامة على كوم مشرفين على الخلائق ، وما من الناس أحد إلا ود أنه منا، وما من نبي كذبه قومه إلا ونحن نشهد أنه بلغ رسالة ربه" .

وأخرج ابن جرير عن أبي سعيد في قوله : وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس : بأن الرسل قد بلغوا ، ويكون الرسول عليكم شهيدا بما عملتم .

وأخرج ابن المنذر ، والحاكم وصححه ، عن جابر قال : شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة في بني سلمة، وكنت إلى جانبه، فقال بعضهم : والله يا رسول الله لنعم المرء كان؛ لقد كان عفيفا مسلما، وكان . وأثنوا عليه خيرا ، فقال [ ص: 19 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أنت الذي تقول ؟" فقال : يا رسول الله، ذاك الذي بدا لنا، والله أعلم بالسرائر . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وجبت" . قال : وكنا معه في جنازة رجل من بني حارثة أو من بني عبد الأشهل ، فقال رجل : بئس المرء ما علمنا، إن كان لفظا غليظا، إن كان . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أنت الذي تقول ؟" فقال : يا رسول الله ، الله أعلم بالسرائر ، فأما الذي بدا لنا منه فذاك . فقال : "وجبت" . ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس .

وأخرج الطيالسي ، وأحمد ، والبخاري ، ومسلم ، والنسائي ، والحكيم الترمذي في «نوادر الأصول» عن أنس قال : مروا بجنازة، فأثني عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "وجبت، وجبت، وجبت" . ومر بجنازة فأثني عليها شرا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "وجبت، وجبت، وجبت" . فسأله عمر فقال : "من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض" . زاد الحكيم الترمذي : ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس .

وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، والبخاري ، والترمذي ، والنسائي ، عن عمر ، أنه مرت به جنازة فأثني على صاحبها خيرا . فقال : وجبت وجبت . ثم مر بأخرى فأثني عليها شرا، فقال عمر : وجبت ، فقال أبو الأسود : وما وجبت ؟ قال : قلت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة" . فقلنا : وثلاثة ؟ فقال : "وثلاثة" . فقلنا : واثنان ؟ فقال : "واثنان" . ثم لم نسأله عن الواحد .

وأخرج أحمد ، وابن ماجه ، والطبراني ، والبغوي، والحاكم في «الكنى»، والدارقطني في «الأفراد»، والحاكم في «المستدرك»، والبيهقي في "سننه" عن أبي زهير الثقفي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنباوة يقول : "يوشك أن تعلموا خياركم من شراركم" . قالوا : بم يا رسول الله ؟ قال : "بالثناء الحسن والثناء السيئ، أنتم شهداء الله في الأرض" . [ ص: 21 ] وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن أبي هريرة قال : أتي النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة يصلي عليها ، فقال الناس : نعم الرجل . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "وجبت" ، وأتي بجنازة أخرى فقال الناس : بئس الرجل . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "وجبت" . قال أبي بن كعب : ما قولك؟ فقال : "قال تعالى : لتكونوا شهداء على الناس " .

وأخرج أحمد، وأبو يعلى ، وابن حبان ، والحاكم ، وأبو نعيم في «الحلية»، والبيهقي في «شعب الإيمان»، والضياء في «المختارة»، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "ما من مسلم يموت فتشهد له أربعة من أهل أبيات جيرانه الأدنين أنهم لا يعلمون منه إلا خيرا، إلا قال الله : قد قبلت شهادتكم فيه، وغفرت له ما لا تعلمون" .

وأخرج ابن أبي شيبة ، وهناد ، وابن جرير ، والطبراني ، عن سلمة بن الأكوع قال : مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة رجل من الأنصار، فأثني عليها خيرا ، فقال : "وجبت" ، ثم مر عليه بجنازة أخرى، فأثني عليها دون ذلك ، فقال : "وجبت" . فقالوا : يا رسول الله، وما وجبت ؟ قال : "الملائكة شهود الله في السماء، وأنتم شهود الله في الأرض" . [ ص: 22 ] وأخرج الخطيب في «تاريخه» عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما من مسلم يموت، فيشهد له رجلان من جيرانه الأدنين فيقولان : اللهم لا نعلم إلا خيرا . إلا قال الله للملائكة : اشهدوا أني قد قبلت شهادتهما، وغفرت ما لا يعلمان" .

وأخرج الفريابي ، وسعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن كعب قال : أعطيت هذه الأمة ثلاث خصال لم يعطها إلا الأنبياء ، كان النبي يقال له : بلغ ولا حرج، وأنت شهيد على قومك، وادع أجبك ، وقال لهذه الأمة : وما جعل عليكم في الدين من حرج ، وقال : لتكونوا شهداء على الناس ، وقال : ادعوني أستجب لكم .

وأخرج ابن جرير ، عن زيد بن أسلم، أن الأمم يقولون يوم القيامة : والله لقد كادت هذه الأمة أن يكونوا أنبياء كلهم لما يرون الله أعطاهم .

وأخرج ابن المبارك في «الزهد» ، وابن جرير ، عن حبان بن أبي جبلة بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إذا جمع الله عباده يوم القيامة كان أول من يدعى إسرافيل ، فيقول له ربه : ما فعلت في عهدي ، هل بلغت عهدي؟ فيقول : نعم يا رب ، قد بلغته جبريل . فيدعى جبريل، فيقال : هل بلغك إسرافيل عهدي ؟ فيقول : نعم . فيخلى عن إسرافيل، ويقول لجبريل : هل بلغت عهدي ؟ فيقول : نعم ، قد بلغت الرسل ، فتدعى الرسل، فيقال لهم : هل بلغكم جبريل عهدي ؟ [ ص: 23 ] فيقولون : نعم ، فيخلى عن جبريل . ثم يقال للرسل : هل بلغتم عهدي؟ فيقولون : نعم، بلغناه الأمم . فتدعى الأمم ، فيقال لهم : هل بلغتكم الرسل عهدي ؟ فمنهم المكذب، ومنهم المصدق ، فتقول الرسل : إن لنا عليهم شهداء . فيقول : من ؟ فيقولون : أمة محمد صلى الله عليه وسلم . فتدعى أمة محمد، فيقال لهم : أتشهدون أن الرسل قد بلغت الأمم ؟ فيقولون : نعم . فتقول الأمم : يا ربنا، كيف يشهد علينا من لم يدركنا ؟ فيقول الله : كيف تشهدون عليهم ولم تدركوهم ؟ فيقولون : يا ربنا، أرسلت إلينا رسولا، وأنزلت علينا كتابا، وقصصت علينا فيه أن قد بلغوا ، فنشهد بما عهدت إلينا ، فيقول الرب : صدقوا ، فذلك قوله : وكذلك جعلناكم أمة وسطا والوسط العدل، لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا .

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي العالية ، عن أبي بن كعب في الآية قال : لتكونوا شهداء على الناس يوم القيامة، كانوا شهداء على قوم نوح، وعلى قوم هود، وعلى قوم صالح، وعلى قوم شعيب، وغيرهم، أن رسلهم بلغتهم، وأنهم كذبوا رسلهم ، قال أبو العالية : وهي في قراءة أبي : ( لتكونوا شهداء على الناس يوم القيامة ) . [ ص: 24 ] وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في قوله : ويكون الرسول عليكم شهيدا قال : يشهد أنهم قد آمنوا بالحق إذ جاءهم، وقبلوه، وصدقوا به .

وأخرج عبد بن حميد ، عن عبيد بن عمير قال : يأتي النبي يوم القيامة بأمته ليس معه أحد؛ فتشهد له أمة محمد أنه قد بلغهم .

وأخرج عبد بن حميد ، عن عكرمة قال : يقال : يا نوح قد بلغت ؟ قال : نعم يا رب . قال : فمن يشهد لك؟ قال : رب، أحمد وأمته ، قال : فكلما دعي نبي وكذبه قومه شهدت له هذه الأمة بالبلاغ ، فإذا سئل عن هذه الأمة لم يسأل عنها إلا نبيها .

وأخرج الحكيم الترمذي في «نوادر الأصول» عن حبان بن أبي جبلة قال : بلغني أنه يرفع لأمة محمد على كوم بين يدي الله تعالى تشهد للرسل على أممها بالبلاغ ، فإنما يشهد منهم يومئذ من لم يكن في قلبه إحنة على أخيه المسلم .

وأخرج مسلم، وأبو داود ، والحكيم الترمذي ، عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا يكون اللعانون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة" .

التالي السابق


الخدمات العلمية