صفحة جزء
قوله تعالى : لئلا يكون للناس عليكم حجة الآية .

أخرج ابن جرير من طريق السدي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، وعن مرة ، عن ابن مسعود وناس من الصحابة قالوا : لما صرف النبي صلى الله عليه وسلم نحو الكعبة بعد صلاته إلى بيت المقدس قال المشركون من أهل مكة : تحير على محمد دينه، فتوجه بقبلته إليكم، وعلم أنكم أهدى منه سبيلا، ويوشك أن يدخل في دينكم . فأنزل الله : لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن قتادة في قوله : لئلا يكون للناس عليكم حجة قال : يعني بذلك أهل الكتاب ، قالوا حين صرف نبي [ ص: 36 ] الله إلى الكعبة البيت الحرام : اشتاق الرجل إلى بيت أبيه ودين قومه .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن مجاهد في قوله : لئلا يكون للناس عليكم حجة قال : حجتهم قولهم : قد راجعت قبلتنا .

وأخرج أبو داود في «ناسخه» ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن قتادة ، ومجاهد في قوله : إلا الذين ظلموا منهم قالا : هم مشركو العرب ، قالوا حين صرفت القبلة إلى الكعبة : قد رجع إلى قبلتكم، فيوشك أن يرجع إلى دينكم .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن قتادة في قوله : إلا الذين ظلموا منهم قال : الذين ظلموا منهم مشركو قريش، إنهم سيحتجون بذلك عليكم، واحتجوا على نبي الله صلى الله عليه وسلم بانصرافه إلى البيت الحرام، وقالوا : سيرجع محمد إلى ديننا كما رجع إلى قبلتنا . فأنزل الله في ذلك كله : يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي العالية في قوله : لئلا يكون للناس عليكم حجة قال : يعني بذلك أهل الكتاب ، إلا الذين ظلموا منهم يعني مشركي قريش .

التالي السابق


الخدمات العلمية