صفحة جزء
قوله تعالى : وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون الآيات . أخرج ابن مردويه عن عائشة أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية : وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه

أن تقولوا : الحمد لله الذي من علينا بمحمد عبده ورسوله . ثم تقولوا : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين .


وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي، والنسائي، والحاكم، وابن مردويه، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر ركب راحلته ثم كبر ثلاثا ثم قال : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون .

وأخرج الطيالسي، وعبد الرزاق ، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة وأحمد، وعبد بن حميد، وأبو داود والترمذي، وصححه، والنسائي، وابن [ ص: 189 ] جرير، وابن المنذر ، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في "الأسماء والصفات" عن علي أنه أتي بدابة فلما وضع رجله في الركاب قال : بسم الله . فلما استوى على ظهرها قال : الحمد لله ثلاثا والله أكبر ثلاثا، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له وإنا إلى ربنا لمنقلبون سبحانك لا إله إلا أنت قد ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ثم ضحك فقلت : مم ضحكت يا أمير المؤمنين؟ قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلت ثم ضحك فقلت : يا رسول الله، مم ضحكت؟ فقال : يعجب الرب من عبده إذا قال : رب اغفر لي ويقول : علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب غيري .

وأخرج أحمد، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أردفه على دابته فلما استوى عليها كبر ثلاثا وسبح ثلاثا وهلل الله وحمده ثم ضحك ثم قال : ما من امرئ مسلم يركب دابته فيصنع كما صنعت إلا أقبل الله فضحك إليه كما ضحكت إليك .

[ ص: 190 ] وأخرج أحمد، والحاكم وصححه عن محمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فوق ظهر كل بعير شيطان فإذا ركبتموه فاذكروا اسم الله ثم لا تقصروا عن حاجاتكم .

وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : على ذروة كل بعير شيطان فامتهنوهن بالركوب فإنما يحمل الله .

وأخرج ابن سعد وأحمد، والبغوي والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في "سننه" عن أبي لاس الخزاعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما من بعير إلا في ذروته شيطان فاذكروا اسم الله عليه إذا ركبتموها كما أمركم ثم امتهنوها لأنفسكم فإنما يحمل الله .

وأخرج ابن المنذر عن شهر بن حوشب في قوله : ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه قال : نعمة الإسلام .

وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر ، عن أبي مجلز قال : رأى [ ص: 191 ] الحسن بن علي رجلا يركب دابة فقال : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين قال : أو بذلك أمرت؟ قال : فكيف أقول؟ قال : قل : الحمد لله الذي هدانا للإسلام الحمد لله الذي من علينابمحمد صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي جعلني في خير أمة أخرجت للناس . ثم تقول : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين .

وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، عن طاووس أنه كان إذ ركب دابة قال : باسم الله، اللهم هذا من منك وفضلك علينا فلك الحمد ربنا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون .

وأخرج ابن الأنباري في "المصاحف" عن علي أنه كان يقرأ : (سبحان من سخر لنا هذا) . وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد في قوله : وما كنا له مقرنين قال : الإبل والخيل والبغال والحمير .

[ ص: 192 ] وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : وما كنا له مقرنين قال : مطيقين .

وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر ، عن قتادة : وما كنا له مقرنين قال : لا في الأيدي ولا في القوة .

وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر ، عن سليمان بن يسار أن قوما كانوا في سفر فكانوا إذا ركبوا قالوا : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وكان فيهم رجل له ناقة رازم فقال : أما أنا فأنا لهذه مقرن فقمصت به فصرعته فاندقت عنقه .

التالي السابق


الخدمات العلمية