صفحة جزء
قوله تعالى : حرمت عليكم الميتة الآية .

أخرج ابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، والحاكم وصححه، عن أبي أمامة قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومي أدعوهم إلى الله ورسوله، وأعرض عليهم شعائر الإسلام، فأتيتهم، فبينما نحن كذلك إذ جاءوا بقصعة دم، واجتمعوا عليها يأكلونها، قالوا : هلم يا صدي فكل، قلت : ويحكم، إنما أتيتكم من عند من يحرم هذا عليكم، لما أنزل الله عليه، قالوا : وما ذاك؟ قال : فتلوت عليهم هذه الآية : حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير الآية .

[ ص: 175 ] وأخرج عبد الرزاق في (المصنف) عن قتادة قال : إذا أكل لحم الخنزير عرضت عليه التوبة، فإن تاب وإلا قتل .

وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في "سننه"، عن ابن عباس في قوله : وما أهل لغير الله به قال : ما أهل للطواغيت به، والمنخنقة قال : التي تخنق فتموت : والموقوذة قال التي تضرب بالخشبة فتموت، والمتردية قال : التي تتردى من الجبل فتموت، والنطيحة قال : الشاة التي تنطح الشاة، وما أكل السبع يقول : ما أخذ السبع، إلا ما ذكيتم يقول : ما ذبحتم من ذلك وبه روح فكلوه، وما ذبح على النصب قال : النصب، أنصاب كانوا يذبحون ويهلون عليها، وأن تستقسموا بالأزلام قال : هي القداح، كانوا يستقسمون بها في الأمور، ذلكم فسق يعني : من أكل من ذلك كله فهو فسق .

وأخرج الطستي في (مسائله) عن ابن عباس ، أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل : والمنخنقة قال : كانت العرب تخنق الشاة، فإذا ماتت أكلوا لحمها، قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت امرأ القيس وهو يقول :

يغط غطيط البكر شد خناقه ليقتلني والمرء ليس بقتال

[ ص: 176 ] قال : أخبرني عن قوله : والموقوذة قال : التي تضرب بالخشبة حتى تموت، قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت الشاعر يقول :

يلوينني دين النهار وأقتضي     ديني إذا وقذ النعاس الرقدا



قال : أخبرني عن قوله : والأنصاب قال : الأنصاب الحجارة التي كانت العرب تعبدها من دون الله وتذبح لها، قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان وهو يقول :

فلا لعمر الذي مسحت كعبته     وما هريق على الأنصاب من جسد



قال : أخبرني عن قوله : وأن تستقسموا بالأزلام قال : الأزلام، القداح، كانوا يستقسمون الأمور بها، مكتوب على أحدهما : أمرني ربي، وعلى الآخر نهاني ربي، فإذا أرادوا أمرا أتوا بيت أصنامهم، ثم غطوا على القداح بثوب، فأيهما خرج عملوا به، قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت الحطيئة وهو يقول :

لا يزجر الطير إن مرت به سنحا     ولا يفاض على قدح بأزلام



وأخرج البخاري، ومسلم ، عن عدي بن حاتم قال : قلت : يا رسول الله، إني أرمي بالمعراض الصيد فأصيب، فقال : (إذا رميت بالمعراض فخزق [ ص: 177 ] فكله، وإن أصابه بعرضه فإنما هو وقيذ فلا تأكله) .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : الرادة التي تتردى في البئر، والمتردية التي تتردى من الجبل .

وأخرج ابن جرير ، عن أبي ميسرة، أنه كان يقرأ : (والمنطوحة) .

وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس أنه قرأ : (وأكيل السبع) .

وأخرج ابن جرير ، عن علي، قال : إذا أدركت ذكاة الموقوذة والمتردية والنطيحة وهي تحرك يدا أو رجلا فكلها .

وأخرج الحاكم وصححه، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا تأكل الشريطة فإنها ذبيحة الشيطان)، قال ابن المبارك : هي أن تخرج الروح منه بشرط من غير قطع حلقوم .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله : وما ذبح على النصب قال : كانت حجارة حول الكعبة، يذبح عليها أهل [ ص: 178 ] الجاهلية، ويبدلونها إذا شاءوا بحجارة أعجب إليهم منها .

وأخرج عبد بن حميد ، عن مجاهد في قوله : وأن تستقسموا بالأزلام قال : سهام العرب، وكعاب فارس، التي يتقامرون بها .

وأخرج عبد بن حميد ، عن مجاهد قال : (الأزلام) القداح، يضربون بها لكل سفر وغزو وتجارة .

وأخرج ابن جرير ، عن سعيد بن جبير في قوله : وأن تستقسموا بالأزلام قال : القداح، كانوا إذا أرادوا أن يخرجوا في سفر جعلوا قداحا للخروج، وللجلوس، فإن وقع الخروج خرجوا، وإن وقع الجلوس جلسوا .

وأخرج ابن جرير ، عن سعيد بن جبير في قوله : وأن تستقسموا بالأزلام قال : حصى بيض كانوا يضربون بها .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن الحسن في الآية قال : كانوا إذا أرادوا أمرا أو سفرا يعمدون إلى قداح ثلاثة، على واحد منها مكتوب : اؤمرني، وعلى الآخر : انهني، ويتركون الآخر محللا بينهما ليس عليه [ ص: 179 ] شيء، ثم يجيلونها، فإن خرج الذي عليه : اؤمرني، مضوا لأمرهم، وإن خرج الذي عليه : انهني، كفوا، وإن خرج الذي ليس عليه شيء، أعادوها .

وأخرج الطبراني، وابن مردويه ، عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لن يلج الدرجات العلى من تكهن، أو استقسم، أو رجع من سفر تطيرا) .

التالي السابق


الخدمات العلمية