قوله تعالى :
وإلى مدين أخاهم شعيبا الآيات .
أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=11979إسحاق بن بشر قال : أخبرني
عبيد الله بن زياد بن سمعان ، عن بعض من قرأ الكتب قال : إن أهل التوراة يزعمون أن
شعيبا [ ص: 476 ] اسمه في التوراة ميكائيل ، واسمه بالسريانية حرى بن يسحر ، وبالعبرانية
شعيب بن يشخر بن لاوي بن يعقوب عليه السلام .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=11979إسحاق بن بشر ، عن
الشرقي بن القطامي ، وكان نسابة ، عالما بالأنساب قال : هو يثروب بالعبرانية ،
وشعيب بالعربية ، ابن عنقاء بن يوبب بن إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، يوبب بوزن جعفر ، أوله مثناة تحتية ، وبعد الواو موحدتان .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11979إسحاق بن بشر ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر ،
عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : كان شعيب نبيا رسولا من بعد يوسف ، وكان من خبره ، وخبر قومه ما ذكر الله في القرآن : وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره فكانوا مع ما كان فيهم من الشرك ، أهل بخس في مكاييلهم وموازينهم مع كفرهم بربهم ، وتكذيبهم نبيهم ، وكانوا قوما طغاة بغاة ، يجلسون على الطريق فيبخسون الناس أموالهم ، يعني : يعشرونه ، وكان أول من سن ذلك هم ، وكانوا إذا دخل عليهم الغريب يأخذون دراهمه ، ويقولون دراهمك هذه زيوف ، فيقطعونها ثم يشترونها منه بالبخس ، يعني : بالنقصان فذلك قوله : ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ، وكانت [ ص: 477 ] بلادهم بلاد ميرة يمتار الناس منهم ، فكانوا يقعدون على الطريق فيصدون الناس عن شعيب ؛ يقولون : لا تسمعوا منه ، فإنه كذاب يفتنكم ، فذلك قوله : ولا تقعدوا بكل صراط توعدون الناس : إن اتبعتم شعيبا فتنكم ، ثم إنهم تواعدوه فقالوا : يا شعيب لنخرجنك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا . أي : إلى دين آبائنا ، فقال عند ذلك : وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت . وهو الذي يعصمني ، وإليه أنيب [هود : 88] . يقول : إليه أرجع ، ثم قال : أولو كنا كارهين . يقول : إلى الرجعة إلى دينكم؟ إن رجعنا إلى دينكم فقد افترينا على الله كذبا وما يكون لنا . يقول : وما ينبغي لنا أن نعود فيها بعد إذ نجانا الله منها إلا أن يشاء الله ربنا . خاف العاقبة فرد المشيئة إلى الله تعالى ، فقال : إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما . ما ندري ما سبق لنا ، عليه توكلنا ، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين [169 ظ] ، يعني الفاصلين ، قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس كان حليما صادقا وقورا ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر شعيبا يقول : "ذاك خطيب الأنبياء " ؛ لحسن مراجعته قومه فيما دعاهم إليه ، وفيما ردوا عليه وكذبوه وتواعدوه بالرجم ، والنفي من بلادهم ، وتواعد كبراؤهم ضعفاءهم ، قالوا : لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون . فلم ينته شعيب أن دعاهم ، فلما عتوا على الله أخذتهم الرجفة ؛ وذلك أن جبريل نزل فوقف عليهم ، فصاح صيحة رجفت منها الجبال والأرض ، فخرجت أرواحهم من أبدانهم ، فذلك قوله : فأخذتهم الرجفة . وذلك أنهم حين سمعوا الصيحة قاموا قياما ، وفزعوا [ ص: 478 ] لها فرجفت بهم الأرض فرمتهم ميتين ، فلما ردوا عليه النصيحة ، وأخذهم الله بعذابه، قال : يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين .
وأخرج
إسحاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي قالا : ما بعث الله نبيا مرتين إلا
شعيبا ، مرة إلى
مدين فأخذهم الله بالصيحة ، ومرة أخرى إلى
أصحاب الأيكة فأخذهم الله بعذاب يوم الظلة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس :
ولا تبخسوا الناس . قال : لا تظلموا الناس .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة :
ولا تبخسوا الناس أشياءهم . قال : لا تظلموهم ،
ولا تقعدوا بكل صراط توعدون . قال : كانوا يوعدون من أتى
شعيبا وغشيه ، وأراد الإسلام .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس :
ولا تقعدوا بكل صراط توعدون . قال : كانوا يجلسون في الطريق ، فيخبرون من أتى عليهم : إن
شعيبا كذاب ، فلا يفتنكم عن دينكم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
ولا تقعدوا بكل صراط [ ص: 479 ] . قال : طريق
توعدون قال : تخوفون الناس أن يأتوا
شعيبا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد في قوله :
ولا تقعدوا بكل صراط توعدون قال : بكل سبيل حق ،
وتصدون عن سبيل الله قال : تصدون أهلها ،
وتبغونها عوجا قال : تلتمسون لها الزيغ .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي في قوله :
ولا تقعدوا بكل صراط توعدون قال : العاشر ،
وتصدون عن سبيل الله قال : تصدون عن الإسلام ،
وتبغونها عوجا قال : هلاكا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة في قوله :
وتبغونها قال : تبغون السبيل
عوجا قال : عن الحق .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11868أبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد :
ولا تقعدوا بكل صراط توعدون قال : هم العشار .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11873أبي العالية ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أو غيره -شك
nindex.php?page=showalam&ids=11873أبو العالية- قال :
أتى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به على خشبة على الطريق لا يمر بها [ ص: 480 ] ثوب إلا شقته ، ولا شيء إلا خرقته ، قال : "ما هذا يا جبريل ؟" . قال : هذا مثل أقوام من أمتك ، يقعدون على الطريق فيقطعونه ، ثم تلا : ولا تقعدوا بكل صراط توعدون .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي في قوله :
وما يكون لنا أن نعود فيها . قال : ما ينبغي لنا أن نعود في شرككم بعد إذ نجانا الله ،
إلا أن يشاء الله ربنا . والله لا يشاء الشرك ، ولكن يقول : إلا أن يكون الله قد علم شيئا ، فإنه قد وسع كل شيء علما .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14413الزبير بن بكار في "الموفقيات " ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، أنه قال في
القدرية : والله ما قالوا كما قال الله ولا كما قال النبيون ، ولا كما قال أصحاب الجنة ، ولا كما قال أصحاب النار ، ولا كما قال أخوهم إبليس ، ، قال الله :
وما تشاءون إلا أن يشاء الله [الإنسان : 30] ، وقال
شعيب وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ، وقال أصحاب الجنة :
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله [الأعراف : 43] ، وقال أصحاب النار :
ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين [الزمر : 71] : وقال إبليس
رب بما أغويتني [الحجر : 39] .
[ ص: 481 ] وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=12590وابن الأنباري في "الوقف والابتداء" ،
nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في "الأسماء والصفات" ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : ما كنت أدري ما قوله :
ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق حتى سمعت ابنة ذي يزن تقول : تعال أفاتحك : يعني أقاضيك .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
ربنا افتح يقول : اقض .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال : الفتح : القضاء ، لغة يمانية ، إذا قال أحدهم : تعال أقاضيك القضاء . قال : تعال أفاتحك .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
كأن لم يغنوا فيها قال : كأن لم يعمروا فيها .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
كأن لم يغنوا فيها قال : كأن لم يعيشوا فيها .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة :
كأن لم يغنوا فيها يقول : كأن لم يعيشوا فيها .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة :
فتولى عنهم وقال يا قوم [ ص: 482 ] لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم قال : ذكر لنا أن نبي الله
شعيبا أسمع قومه ، وأن نبي الله
صالحا أسمع قومه كما أسمع - والله - نبيكم
محمد قومه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
فكيف آسى قال : أحزن .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر ، عن
جبلة بن عبد الله قال : بعث الله
جبريل إلى أهل
مدين شطر الليل ، ليأفك بهم مغانيهم ، فألفى رجلا قائما يتلو كتاب الله فهاله أن يهلكه في من يهلك ، فرجع إلى المعراج فقال : اللهم ، أنت سبوح قدوس ، بعثتني إلى
مدين لأفك مغانيهم ، فأصبت رجلا قائما يتلو كتاب الله ، فأوحى الله : ما أعرفني به ، هو فلان بن فلان ، فابدأ به ؛ فإنه لم يدفع عن محارمي إلا موادعا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11979إسحاق بن بشر ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، أن
شعيبا كان يقرأ من الكتب التي كان الله أنزلها على
إبراهيم عليه السلام .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : في
المسجد الحرام قبران ، ليس فيه غيرهما ؛ قبر
إسماعيل وشعيب ، فقبر
إسماعيل في
الحجر ، وقبر
شعيب مقابل
الحجر الأسود .
[ ص: 483 ] وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه ، أن
شعيبا مات
بمكة ومن معه من المؤمنين ، فقبورهم في غربي
الكعبة بين
دار الندوة ، وبين
باب بني سهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم ، من طريق
ابن وهب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس قال : كان
شعيب خطيب الأنبياء .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم ،
عن nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق قال : ذكر لي يعقوب بن أبي سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ذكر شعيبا قال : "ذاك خطيب الأنبياء " لحسن مراجعته قومه فيما يرادهم به ، فلما كذبوه وتوعدوه بالرجم والنفي من بلاده ، وعتوا على الله ، أخذهم عذاب يوم الظلة . فبلغني أن رجلا من أهل مدين يقال له : عمرو بن جلهاء لما رآها قال :
يا قوم إن شعيبا مرسل فذروا عنكم سميرا وعمران بن شداد إني أرى عبية يا قوم قد طلعت
تدعو بصوت على صمانة الوادي وإنه لن تروا فيه ضحاء غد
إلا الرقيم يمشى بين أنجاد
[ ص: 484 ] وسمير وعمران كاهناهم ، والرقيم كلبهم .