1. الرئيسية
  2. تفسير الكشاف
  3. سورة يوسف
  4. تفسير قوله تعالى فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون
صفحة جزء
فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون قالوا وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم

[ ص: 308 ] السقاية : مشربة يسقى بها وهي الصواع، قيل: كان يسقى بها الملك، ثم جعلت صاعا يكال به، وقيل: كانت الدواب تسقى بها ويكال بها، وقيل: كانت إناء مستطيلا يشبه المكوك، وقيل: هي المكوك الفارسي الذي يلتقي طرفاه تشرب به الأعاجم، وقيل: كانت من فضة مموهة بالذهب، وقيل: كانت من ذهب، وقيل: كانت مرصعة بالجواهر، ثم أذن مؤذن : ثم نادى مناد، يقال: آذنه أعلمه، وأذن: أكثر الإعلام، ومنه المؤذن، لكثرة ذلك منه، روي: أنهم ارتحلوا، وأمهلهم يوسف حتى انطلقوا، ثم أمر بهم فأدركوا وحبسوا، ثم قيل لهم ذلك، والعير: الإبل التي عليها الأحمال، لأنها تعير: أي: تذهب وتجيء، وقيل: هي قافلة الحمير، ثم كثر حتى قيل لكل قافلة: عير، كأنها جمع عير، وأصلها: فعل كسقف وسقف، فعل به ما فعل ببيض وعيد، والمراد: أصحاب العير كقوله: "يا خيل الله اركبي"، وقرأ ابن مسعود : "وجعل السقاية"، على حذف جواب "لما"، كأنه قيل: فلما جهزهم بجهازهم، وجعل السقاية في رحل أخيه، أمهلهم حتى انطلقوا، ثم أذن مؤذن، وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي : "تفقدون": من أفقدته إذا وجدته فقيدا، وقرئ: "صواع"، "وصاع"، "وصوع"، "وصوع": بفتح الصاد وضمها، والعين معجمة وغير معجمة، وأنا به زعيم : يقوله المؤذن، يريد: وأنا بحمل البعير كفيل، أؤديه إلى من جاء به; وأراد وسق بعير من طعام جعلا لمن حصله.

التالي السابق


الخدمات العلمية