رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين
"من" في:
من الملك ، و
من تأويل الأحاديث : للتبعيض، لأنه لم يعط إلا بعض ملك الدنيا، أو بعض ملك
مصر وبعض التأويل،
أنت وليي : أنت الذي تتولاني بالنعمة في الدارين، وبوصل الملك الفاني بالملك الباقي،
توفني مسلما : طلب للوفاة على حال الإسلام، ولأن يختم له بالخير والحسنى، كما قال
يعقوب لولده:
ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون [آل عمران : 102]، ويجوز أن يكون تمنيا للموت على ما قيل:
وألحقني بالصالحين من آبائي أو على العموم، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر ابن عبد العزيز: أن
nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران بات عنده فرآه كثير البكاء والمسألة للموت، فقال له: صنع الله على يديك خيرا كثيرا: أحييت سننا وأمت بدعا، وفي حياتك خير وراحة للمسلمين، فقال: أفلا أكون كالعبد الصالح لما أقر الله عينه وجمع له أمره، قال: "توفني مسلما وألحقني بالصالحين".
فإن قلت: علام انتصب فاطر السموات ؟
قلت: على أنه وصف لقوله: "رب"; كقولك: أخا زيد حسن الوجه، أو على النداء.