وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد وإذ تأذن ربكم : من جملة ما قال
موسى لقومه، وانتصابه للعطف على قوله:
نعمة الله عليكم [المائدة: 20]، كأنه قيل: وإذ قال
موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم، واذكروا حين تأذن ربكم، ومعنى تأذن ربكم: أذن ربكم، ونظير تأذن وأذن: توعد وأوعد، تفضل وأفضل، ولا بد في تفعل من زيادة معنى ليس في أفعل، كأنه قيل: وإذ أذن ربكم إيذانا بليغا تنتفي عنده الشكوك وتنزاح الشبه، والمعنى: وإذ تأذن ربكم فقال:
لئن شكرتم ، أو أجرى "تأذن": مجرى قال: لأنه ضرب من القول، وفي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : "وإذ قال ربكم لئن شكرتم"، أي: لئن شكرتم يا بني إسرائيل ما خولتكم من نعمة الإنجاء وغيرها من النعم بالإيمان الخالص والعمل الصالح،
[ ص: 365 ] لأزيدنكم : نعمة إلى نعمة، ولأضاعفن لكم ما آتيتكم،
ولئن كفرتم : وغمطتم ما أنعمت به عليكم،
إن عذابي لشديد : لمن كفر نعمتي.