وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين
الباء في: "بأيديكم": مزيدة مثلها في أعطى بيده للمنقاد، والمعنى: ولا تقبضوا التهلكة بأيديكم، أي: لا تجعلوها آخذة بأيديكم مالكة لكم، وقيل: "بأيديكم" بأنفسكم، وقيل تقديره: ولا تلقوا أنفسكم بأيديكم، كما يقال: أهلك فلان نفسه بيده، إذا تسبب لهلاكها، والمعنى: النهي عن ترك الإنفاق في سبيل الله لأنه سبب الهلاك أو عن الإسراف في النفقة حتى يفقر نفسه ويضيع عياله، أو عن الاستقتال والإخطار بالنفس، أو عن ترك الغزو الذي هو تقوية للعدو.
وروي أن رجلا من
المهاجرين حمل على صف العدو فصاح به الناس: ألقى بيده إلى التهلكة، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=50أبو أيوب الأنصاري : نحن أعلم بهذه الآية، وإنما أنزلت فينا، صحبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنصرناه، وشهدنا معه المشاهد، وآثرناه على أهالينا وأموالنا وأولادنا، فلما فشا الإسلام وكثر أهله ووضعت الحرب أوزارها، رجعنا إلى أهالينا وأولادنا وأموالنا نصلحها ونقيم فيها. فكانت التهلكة الإقامة في الأهل والمال وترك الجهاد، وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=12095أبو علي في "الحلبيات" عن
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبي عبيدة ، التهلكة والهلاك والهلك:
[ ص: 398 ] واحد، قال: فدل هذا من قول
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبي عبيدة على أن التهلكة مصدر، ومثله ما حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه من قولهم التضرة والتسرة ونحوها في الأعيان: التنضبة والتنفلة، ويجوز أن يقال: أصلها التهلكة كالتجربة والتبصرة ونحوهما، على أنها مصدر من هلك فأبدلت من الكسرة ضمة، كما جاء الجوار في الجوار.