وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين لواقح : فيه قولان، أحدهما: أن الريح لاقح إذا جاءت بخير، من إنشاء سحاب ماطر كما قيل للتي لا تأتي بخير: ريح عقيم، والثاني: أن اللواقح بمعنى: الملاقح، كما قال [من الطويل]:
............................... ... ومختبط مما تطيح الطوائح
[ ص: 403 ] يريد المطاوح جمع مطيحة، وقرئ: "وأرسلنا الريح": على تأويل الجنس،
فأسقيناكموه : فجعلناه لكم سقيا،
وما أنتم له بخازنين : نفي عنهم ما أثبته لنفسه في قوله:
وإن من شيء إلا عندنا خزائنه [الحجر: 21] ، كأنه قال: نحن الخازنون للماء، على معنى: نحن القادرون على خلقه في السماء وإنزاله منها، وما أنتم عليه بقادرين: دلالة على عظيم قدرته وإظهارا لعجزهم.