أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم [ ص: 439 ] لرءوف رحيم مكروا السيئات : أي: المكرات السيئات، وهم أهل
مكة، وما مكروا به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،
في تقلبهم : متقلبين في مسايرهم ومتاجرهم وأسباب دنياهم،
على تخوف : متخوفين، وهو أن يهلك قوما قبلهم فيتخوفوا فيأخذهم بالعذاب وهم متخوفون متوقعون، وهو خلاف قوله:
من حيث لا يشعرون ، وقيل: هو من قولك: تخوفته وتخونته، إذا تنقصته قال
زهير [من البسيط]:
تخوف الرحل منها تامكا قردا ... كما تخوف عود النبعة السفن
أي: يأخذهم على أن يتنقصهم شيئا بعد شيء في أنفسهم وأموالهم حتى يهلكوا، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر -رضي الله عنه- أنه قال على المنبر: ما تقولون فيها؟ فسكتوا فقام شيخ من
هذيل فقال: هذه لغتنا: التخوف: التنقص، قال: فهل تعرف
العرب ذلك في أشعارها ؟ قال: نعم، قال شاعرنا، وأنشد البيت، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : أيها الناس، عليكم بديوانكم لا يضل، قالوا: وما ديواننا ؟ قال: شعر الجاهلية; فإن فيه تفسير كتابكم،
فإن ربكم لرءوف رحيم : حيث يحلم عنكم، ولا يعاجلكم مع استحقاقكم.