زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب
المزين هو الشيطان، زين لهم الدنيا وحسنها في أعينهم بوساوسه وحببها إليهم فلا يريدون غيرها، ويجوز أن يكون الله قد زينها لهم بأن خذلهم حتى استحسنوها وأحبوها، أو جعل إمهال المزين له تزيينا، ويدل عليه قراءة من قرأ: (زين للذين كفروا الحياة الدنيا) على البناء للفاعل،
ويسخرون من الذين آمنوا : كانت الكفرة يسخرون من المؤمنين الذين لا حظ لهم من الدنيا
nindex.php?page=showalam&ids=10كابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار nindex.php?page=showalam&ids=52وصهيب وغيرهم، أي: لا يريدون غيرها، وهم يسخرون ممن لا حظ له فيها، أو ممن يطلب غيرها
والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة ; لأنهم في عليين من السماء، وهم في سجين من الأرض، أو حالهم عالية لحالهم; لأنهم في كرامة وهم في هوان، أو هم عالون عليهم متطاولون يضحكون منهم
[ ص: 421 ] كما يتطاول هؤلاء عليهم في الدنيا ويرون الفضل لهم عليهم
فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون [المطففين: 34].
والله يرزق من يشاء بغير حساب : بغير تقدير، يعني: أنه يوسع على من توجب الحكمة التوسعة عليه، كما وسع على
قارون وغيره، فهذه التوسعة عليكم من جهة الله لما فيها من الحكمة وهي استدراجكم بالنعمة، ولو كانت كرامة لكان أولياؤه المؤمنون أحق بها منكم.
فإن قلت: لم قال:
من الذين آمنوا ثم قال:
والذين اتقوا ؟ قلت: ليريك أنه لا يسعد عنده إلا المؤمن المتقي، وليكون بعثا للمؤمنين على التقوى إذا سمعوا ذلك.