ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين شهيدا عليهم من أنفسهم : يعني: نبيهم; لأنه كان يبعث أنبياء الأمم فيهم منهم،
وجئنا بك : يا
محمد، شهيدا على هؤلاء : على أمتك،
تبيانا : بيانا بليغا ونظير "تبيان"; "تلقاء" في كسر أوله، وقد جوز
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج فتحه في غير القرآن.
فإن قلت: كيف كان القرآن تبيانا
لكل شيء ؟
قلت: المعنى: أنه بين كل شيء من أمور الدين، حيث كان نصا على بعضها وإحالة على السنة، حيث أمر فيه باتباع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وطاعته، وقيل: وما ينطق عن الهوى، وحثا على الإجماع في قوله:
ويتبع غير سبيل المؤمنين ، وقد رضي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأمته اتباع أصحابه، والاقتداء بآثارهم في قوله -صلى الله عليه وسلم-:
nindex.php?page=hadith&LINKID=1084 "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم"، وقد اجتهدوا وقاسوا ووطؤوا طرق القياس والاجتهاد، فكانت السنة والإجماع والقياس والاجتهاد، مستندة إلى تبيان الكتاب، فمن ثم كان تبيانا لكل شيء.