قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما سمعه
أبو جهل يقول: يا الله يا رحمن، فقال: إنه ينهانا أن نعبد إلهين وهو يدعو إلها آخر، وقيل: إن أهل الكتاب قالوا: إنك لتقل ذكر الرحمن، وقد أكثر الله في التوراة هذا الاسم فنزلت، والدعاء بمعنى: التسمية لا بمعنى: النداء، وهو يتعدى إلى مفعولين، تقول: دعوته زيدا، ثم يترك أحدهما استغناء عنه، فيقال: دعوت زيدا، والله والرحمن، المراد بهما: الاسم، لا المسمى، و "أو" للتخيير،
[ ص: 561 ] فمعنى:
ادعوا الله أو ادعوا الرحمن : سموا بهذا الاسم أو بهذا، واذكروا إما هذا وإما هذا، والتنوين في "أيا": عوض من المضاف إليه، و "ما": صلة للإبهام المؤكد لما في أي، أي: أي هذين الاسمين سميتم وذكرتم،
فله الأسماء الحسنى : والضمير في "فله": ليس براجع إلى أحد الاسمين المذكورين، ولكن إلى مسماهما وهو ذاته تعالى; لأن التسمية للذات لا للاسم، والمعنى: أيا ما تدعوا فهو حسن، فوضع موضعه قوله:
فله الأسماء الحسنى ; لأنه إذا حسنت أسماؤه كلها حسن هذان الاسمان: لأنهما منها، ومعنى كونهما أحسن الأسماء، أنها مستقلة بمعاني التحميد والتقديس والتعظيم،
بصلاتك : بقراءة صلاتك على حذف المضاف; لأنه لا يلبس، من قبل أن الجهر، والمخافتة: صفتان تعتقبان على الصوت لا غير، والصلاة أفعال وأذكار وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرفع صوته بقراءته، فإذا سمعها المشركون لغوا وسبوا، فأمر بأن يخفض من صوته، والمعنى: ولا تجهر حتى تسمع المشركين،
ولا تخافت : حتى لا تسمع من خلفك،
وابتغ بين : الجهر والمخافتة، "سبيلا": وسطا، وروي
nindex.php?page=hadith&LINKID=662779أن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر -رضي الله عنه- كان يخفي صوته بالقراءة في صلاته، ويقول: أناجي ربي وقد علم حاجتي، وكان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر -رضي الله عنه- يرفع صوته ويقول: أزجر الشيطان وأوقظ الوسنان، فأمر nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر أن يرفع قليلا nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر أن يخفض قليلا، وقيل: معناه: ولا تجهر بصلاتك كلها ولا تخافت بها كلها، وابتغ
[ ص: 562 ] بين ذلك سبيلا بأن تجهر بصلاة الليل وتخافت بصلاة النهار، وقيل: "بصلاتك" : بدعائك، وذهب قوم إلى أن الآية منسوخة بقوله:
ادعوا ربكم تضرعا وخفية " ، وابتغاء السبيل: مثل لانتحاء الوجه الوسط في القراءة.