ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا [ ص: 588 ] وولدا فعسى ربي أن يؤتيني خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا ما شاء الله : يجوز أن تكون "ما": موصولة مرفوعة المحل على أنها خبر مبتدأ محذوف تقديره: الأمر ما شاء الله، أو شرطية منصوبة الموضع والجزاء محذوف، بمعنى: أي شيء شاء الله كان، ونظيرها في حذف الجواب "لو" في قوله:
ولو أن قرآنا سيرت به الجبال ، والمعنى: هلا قلت عند دخولها والنظر إلى ما رزقك الله منها : الأمر ما شاء الله، اعترافا بأنها وكل خير فيها إنما حصل بمشيئة الله وفضله، وأن أمرها بيده: إن شاء تركها عامرة، وإن شاء خربها، وقلت:
لا قوة إلا بالله ; إقرارا بأن ما قويت به على عمارتها وتدبير أمرها إنما هو بمعونته وتأييده، إذ لا يقوى أحد في بدنه ولا في ملك يده إلا بالله تعالى، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير أنه كان يثلم حائطه أيام الرطب، فيدخل من شاء، وكان إذا دخله ردد هذه الآية حتى يخرج، من قرأ "أقل": بالنصب، فقد جعل أنا فصلا، ومن رفع جعله مبتدأ وأقل خبره، والجملة مفعولا ثانيا لترني، وفي قوله: "وولدا"; نصرة لمن فسر النفر بالأولاد في قوله:
وأعز نفرا ، والمعنى: إن ترني أفقر منك فأنا أتوقع من صنع الله أن يقلب ما بي وما بك من الفقر والغنى، فيرزقني لإيماني جنة،
خيرا من جنتك : ويسلبك لكفرك نعمته ويخرب بستانك، والحسبان: مصدر كالغفران والبطلان، بمعنى: الحساب، أي: مقدارا قدره الله وحسبه، وهو الحكم بتخريبها، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : عذاب حسبان، وذلك الحسبان حساب ما كسبت يداك، وقيل: حسبانا مرامي الواحدة حسبانة وهي الصواعق،
صعيدا زلقا : أرضا بيضاء يزلق عليها لملاستها زلقا، و "غورا": كلاهما وصف بالمصدر.