ثم أتبع سببا حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا بين السدين : بين الجبلين، وهما جبلان سد
ذو القرنين مما بينهما، قرئ : بالضم والفتح، وقيل: ما كان من خلق الله تعالى فهو مضموم، وما كان من عمل العباد فهو مفتوح; لأن السد بالضم فعل بمعنى: مفعول، أي: هو مما فعله الله تعالى وخلقه، والسد بالفتح: مصدر حدث يحدثه الناس، وانتصب "بين": على أنه مفعول به مبلوغ، كما انجر على الإضافة في قوله:
هذا فراق بيني وبينك ، وكما ارتفع في قوله:
لقد تقطع بينكم ; لأنه من الظروف التي تستعمل أسماء وظروفا، وهذا المكان في منقطع أرض الترك مما يلي المشرق،
من دونهما قوما : هم الترك
لا يكادون يفقهون قولا : لا يكادون يفهمونه إلا بجهد ومشقة من إشارة، ونحوها كما يفهم البكم، وقرئ : "يفقهون" أي: لا يفهمون السامع كلامهم ولا يبينونه، لأن لغتهم غريبة مجهولة.