فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا
الفري : البديع ، وهو من فري الجلد ،
يا أخت هارون : كان أخاها من أبيها من أمثل بني إسرائيل ، وقيل : هو أخو
موسى -صلوات الله عليهما- وعن النبي -صلى الله عليه وسلم - :
"إنما عنوا هارون النبي" ، وكانت من أعقابه في طبقة الإخوة ، بينها وبينه ألف سنة وأكثر ،
[ ص: 18 ] وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : كانت من أولاده ؛ وإنما قيل : يا أخت
هارون ، كما يقال : يا أخا
همدان ، أي : يا أحدا منهم ، وقيل : رجل صالح أو طالح في زمانها ، شبهوها به ، أي : كنت عندنا مثله في الصلاح ، أو شتموها به ، ولم ترد أخوة النسب ، ذكر أن
هارون الصالح تبع جنازته أربعون ألفا ، كلهم يسمى هارون ؛ تبركا به وباسمه ، فقالوا : كنا نشبهك
بهارون هذا ، وقرأ
عمر بن لجاء التيمي : "ما كان أباك امرؤ سوء " ، وقيل : احتمل
يوسف النجار مريم وابنها إلى غار ، فلبثوا فيه أربعين يوما حتى تعلت من نفاسها ، ثم جاءت تحمله فكلمها
عيسى في الطريق ، فقال : يا أماه ، أبشري ؛ فإني عبد الله ومسيحه ، فلما دخلت به على قومها وهم أهل بيت صالحون تباكوا وقالوا ذلك ، وقيل : هموا برجمها حتى تكلم
عيسى -عليه السلام- فتركوها .