جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا
لما كانت الجنة مشتملة على جنات عدن أبدلت منها ؛ كقولك : أبصرت دارك القاعة والعلالي ، و
"عدن " : معرفة علم ، بمعنى : العدن ، وهو الإقامة ، كما جعلوا : فينة ،
[ ص: 34 ] وسحر ، وأمس -فيمن لم يصرفه - : أعلاما لمعاني : الفينة ، والسحر ، والأمس ، فجرى مجرى العدن لذلك ، أو هو علم لأرض الجنة ؛ لكونها مكان إقامة ، ولولا ذلك لما ساغ الإبدال ؛ لأن النكرة لا تبدل من المعرفة إلا موصوفة ، ولما ساغ وصفها بالتي ، وقرئ : "جنات عدن" و "جنة عدن " : بالرفع على الابتداء ، أي : وعدها وهي غائبة عنهم غير حاضرة ، أو هم غائبون عنها لا يشاهدونها ، أو بتصديق الغيب والإيمان به ، قيل في
"مأتيا " : مفعول ، بمعنى : فاعل ، والوجه أن الوعد هو الجنة وهم يأتونها ، أو هو من قولك : أتى إليه إحسانا ، أي : كان وعده مفعولا منجزا .