ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى "أريناه " : بصرناه أو عرفناه صحتها ويقناه بها ؛ وإنما كذب لظلمه ؛ كقوله تعالى :
وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا [النمل : 14 ] ، وقوله تعالى :
لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر [الإسراء : 12 ] ، وفي قوله تعالى :
آياتنا كلها وجهان :
أحدهما : أن يحذي بهذا التعريف الإضافي حذو التعريف باللام لو قيل الآيات كلها ، أعني : أنها كانت لا تعطي إلا تعريف العهد ، والإشارة إلى الآيات المعلومة التي هي تسع الآيات المختصة
بموسى -عليه السلام - : العصا ، واليد ، وفلق البحر ، والحجر ، والجراد ، والقمل ، والضفادع ، والدم ، ونتق الجبل .
والثاني : أن يكون
موسى قد أراه آياته وعدد عليه ما أوتيه غيره من الأنبياء من آياتهم
[ ص: 89 ] ومعجزاتهم ، وهو نبي صادق ، لا فرق بين ما يخبر عنه وبين ما يشاهد به ، فكذبها جميعا ،
"وأبى " : أن يقبل شيئا منها ، وقيل : فكذب الآيات وأبى قبول الحق .