[ ص: 144 ] وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون
كانوا يقدرون أنه سيموت فيشمتون بموته ، فنفى الله -تعالى- عنه الشماتة بهذا ، أي : قضى الله أن لا يخلد في الدنيا بشرا ، فلا أنت ولا هم إلا عرضة للموت ، فإذا كان الأمر كذلك فإن مت أنت أيبقى هؤلاء ؟ وفي معناه قول القائل [من الوافر ] :
فقل للشامتين بنا : أفيقوا سيلقى الشامتون كما لقينا
أي : نختبركم بما يجب فيه الصبر من البلايا ، وبما يجب فيه الشكر من النعم ، وإلينا مرجعكم فنجازيكم على حسب ما يوجد منكم من الصبر أو الشكر ؛ وإنما سمى ذلك ابتلاء وهو عالم بما سيكون من أعمال العاملين قبل وجودهم ؛ لأنه في صورة الاختبار ، و
"فتنة " : مصدر مؤكد لنبلوكم من غير لفظه .