وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون
الذكر يكون بخير وبخلافه ، فإذا دلت الحال على أحدهما ، أطلق ولم يقيد ؛ كقولك للرجل : سمعت فلانا يذكرك ، فإن كان الذاكر صديقا فهو ثناء ، وإن كان عدوا فذم ؛
[ ص: 145 ] ومنه قوله تعالى :
سمعنا فتى يذكرهم [الأنبياء : 60 ] ، وقوله :
أهذا الذي يذكر آلهتكم والمعنى : أنهم عاكفون على ذكر آلهتهم بهممهم وما يجب أن لا تذكر به ، من كونهم شفعاء وشهداء ، ويسوءهم أن يذكرها ذاكر بخلاف ذلك ، وأما ذكر الله وما يجب أن يذكر به من الوحدانية ؛ فهم به كافرون ، لا يصدقون به أصلا فهم أحق بأن يتخذوا هزؤا منك ، فإنك محق وهم مبطلون ، وقيل : معنى :
بذكر الرحمن قولهم : ما نعرف الرحمن إلا مسيلمة ، وقولهم :
وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وقيل :
بذكر الرحمن : بما أنزل عليك من القرآن ، والجملة في موضع الحال ، أي : يتخذونك هزؤا ، وهم على حال هي أصل الهزء والسخرية ، وهي الكفر بالله .