قل إنما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين
قرئ :
ولا يسمع الصم ، "ولا تسمع الصم " : بالتاء والياء ، أي : لا تسمع أنت الصم ، ولا يسمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا : يسمع الصم ، من أسمع .
فإن قلت : الصم لا يسمعون دعاء المبشر كما لا يسمعون دعاء المنذر ، فكيف قيل :
إذا ما ينذرون ؟
قلت : اللام في الصم إشارة إلى هؤلاء المنذرين ، كائنة للعهد لا للجنس ، والأصل : ولا يسمعون إذا ما ينذرون ، فوضع الظاهر موضع المضمر ؛ للدلالة على تصامهم وسدهم
[ ص: 148 ] أسماعهم إذا أنذروا ، أي : هم على هذه الصفة من الجراءة والجسارة على التصام من آيات الإنذار ،
ولئن مستهم : من هذا الذي ينذرون به أدنى شيء ، لأذعنوا وذلوا ، وأقروا بأنهم ظلموا أنفسهم حين تصاموا وأعرضوا ، وفي المس والنفحة ثلاث مبالغات ؛ لأن النفح في معنى القلة والنزارة ، يقال : نفحته الدابة وهو رمح يسير ، ونفحه بعطية : رضخه ، ولبناء المرة .