وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون
والأصل : وتقطعتم ، إلا أن الكلام حرف إلى الغيبة على طريقة الالتفات ، كأنه ينعي عليهم ما أفسدوه إلى آخرين ويقبح عندهم فعلهم ، ويقول لهم : ألا ترون إلى عظيم ما ارتكب هؤلاء في دين الله ، والمعنى : جعلوا أمر دينهم فيما بينهم قطعا ، كما يتوزع الجماعة الشيء ويتقسمونه ، فيطير لهذا نصيب ولذاك نصيب ، تمثيلا لاختلافهم فيه ، وصيرورتهم فرقا وأحزابا شتى ، ثم توعدهم بأن هؤلاء الفرق المختلفة إليه يرجعون ، فهو محاسبهم ومجازيهم .